ولدت في العاصمة الإيطالية روما عام 1977، وعاشت طفولة صعبة في ضواحيها بعدما تخلى عنها والدها الذي سافر إلى جزر الكناري، لتترعرع على يد والدتها، إنها رئيسة حزب "إخوة إيطاليا" جورجيا ميلوني التي حققت هي وحلفائها من اليمين المتطرف فوز تاريخي في الانتخابات التشريعية الإيطالية. وميلوني سياسية وصحفية إيطالية، دخلت العمل السياسي منذ سن المراهقة، عملت سابقا كوزيرة للشباب في حكومة سيلفيو برلسكوني الرابعة، وكانت مساعدة لحزب "إخوة إيطاليا"، وأصبحت عضوة في مجلس النواب الإيطالي وأصغر نائب لرئيس المجلس. وعام 1995 أصبحت عضوة في "حزب التحالف الوطني" وهو الحزب ذو التوجه الفاشي، وفي عام 2009، اندمج حزبها مع حزب " فورتا إيطاليا" ليتوحدا تحت اسم "شعب الحرية". وعام 2012، وبعد انتقادها لبرلسكوني والمطالبة بالتجديد داخل الحزب، انسحبت وأسست حركة سياسية جديدة سميت "إخوة إيطاليا". وتعتبر ميلوني داعماً قوياً لحلف شمال الأطلسي (الناتو)، ولا تظهر أي تقارب مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين. وأقامت علاقات مع الأحزاب ذات التفكير المماثل في أوروبا، كحزب فوكس الإسباني وحزب القانون والعدالة البولندي، كذلك سافرت إلى الولاياتالمتحدة لمخاطبة الجمهوريين. وتقود ميلوني حزباً له جذور فاشية ومعادياً للهجرة، واتهمت الاتحاد الأوروبي في أكثر من مناسبة بالتوطؤ في تنفيذ نظرية "الاستبدال العظيم"، وهي من المعجبين بفيكتور أوربان رئيس الوزراء المجري المحافظ. وحين شكل ماريو دراجي في فبراير 2021 حكومة وحدة لإخراج إيطاليا من الأزمة الصحية والاقتصادية، كانت ميلوني وحزبها الطرف الوحيد الذي اختار عدم المشاركة في الحكومة، مؤكدة أن "إيطاليا بحاجة إلى معارضة حرة". وهذا الاختيار ساعدها كثيرا في توسيع قاعدتها الحزبية والانتخابية. "أنا جورجيا أنا امرأة أنا أم وأنا إيطالية وأنا مسيحية". هكذا اختارت أن تعرف نفسها يوما في عام 2019 أمام أنصارها في روما. لتحدد بذلك أبرز العناصر التي تحرك نشاطها السياسي. ولميلوني ابنة عمرها 16 عاما. وتعتبر ميلوني نفسها من ورثة "الحركة الاجتماعية الإيطالية"، التي تم تأسيسها بعد الحرب العالمية الثانية وتصنف ضمن الأحزاب الفاشية الجديدة. وهذا الإعجاب لم تكن تخفيه في السابق، خاصة في سنوات الشباب، حيث اعتبرت عندما كانت في 19 من العمر أن الديكتاتور بينيتو موسوليني كان "سياسيا جيدا". لكنها أدركت مع مرور السنوات أنه لا يمكن لها أن توسع قواعدها الانتخابية مع البقاء سجينة الفكر الفاشي. وعملت على طمأنة المعتدلين للتمكن من الفوز. وقالت في مقابلة مع مجلة "ذي سبكتيتور" البريطانية في وقت سابق: "لو كنت فاشية لقلت ذلك". وتبدو ميلوني واعية بالمسؤولية الجسيمة الملقاة على عاتقها بترأسها الحكومة الجديدة. فزعيمة "إخوة إيطاليا" وحلفاؤها يواجهون تحديات معقدة على رأسها ارتفاع أسعار الطاقة بسبب الحرب في أوكرانيا والتباطؤ الاقتصادي الذي تشهده البلاد خلال السنوات الأخيرة، علما أن إيطاليا تشكل ثالث أكبر اقتصاد في منطقة اليورو بعد ألمانيا وفرنسا. ومن هذا المنطلق، كانت واضحة في خطابها لأنصارها، إذ قالت ميلوني في ساعة مبكرة من صباح الإثنين بعد الإعلان عن نتائج الانتخابات الجزئية: "يجب أن نتذكر أننا لم نصل إلى نقطة النهاية، فنحن في نقطة البداية. اعتبارا من الغد يجب أن نثبت جدارتنا". ولطمأنة الأوساط الإيطالية، لم تظهر ميلوني في كلمتها بلهجة تفريقية بل اعتمدت خطابا موحدا، وبدت كامرأة سياسية مسؤولة ومستعدة لحكم إيطاليا باختلاف مشاربها وتوجهاتها السياسية. أولويات ميلوني تشمل إغلاق الحدود الإيطالية لحماية البلاد. ففي 2016 نددت ميلوني ب"التبديل الإثني الحاصل في إيطاليا" على غرار الأحزاب والحركات اليمينية المتطرفة الأخرى في أوروبا. كما تعتزم إعادة التفاوض بشأن المعاهدات الأوروبية، ومكافحة "الخريف الديموغرافي" للبلاد، إضافة إلى جملة من التطلعات من المرجح أن يظهر الواقع السياسي والاجتماعي مستقبلا أنها كانت مجرد شعارات ليس إلا، حسب مراقبين، بسبب محدودية تجربة اليمين المتطرف وزعيمته في تدبير شؤون البلاد، بحسب وكالة الصحافة الفرنسية.