الزهايمر.. أكثر أنواع الخرف شيوعا، واحتمال الإصابة به يتزايد مع تقدم العمر، فهو تلف يصيب أجزاء التفكير والذاكرة والكلام في المخ وهو أخطر بكثير من النسيان. بعض العلماء رجحوا أن المرض ناجم عن عوامل وراثية، وعادات تتعلق بنمط الحياة والبيئة المحيطة، لكن من الصعب جدًا فهم مسبباته، حيث يمر المصاب به بعدة مراحل فأعراضه لا تظهر دفعة واحدة، وعلى الرغم من أن الزهايمر هو مرض لا شفاء منه، إلا إن فريق من الباحثين توصل إلى آلية جديدة لعلاجه. في جامعة إلينوي بالتحديد في مدينة شيكاغو الأمريكية، تمكن العلماء بالجامعة من اكتشاف استراتيجية جديدة قابلة للتطبيق لعلاج مرضى الزهايمر من خلال زيادة إنتاج الخلايا العصبية الجديدة من الخلايا الجذعية العصبية في عملية تُعرَف باسم تكوين الخلايا العصبية. واستخلص فريق الباحثين هذه النتائج، بعدما اكتشفوا أن تقنية زيادة إنتاج الخلايا العصبية الجديدة لدى الفئران المصابة بمرض الزهايمر تنقذ عيوب ذاكرة الحيوانات؛ إذ يمكن لهذه الخلايا العصبية الجديدة أن تندمج في الدوائر العصبية التي تخزن الذكريات وتستعيد وظيفتها الطبيعية. وكانت الدراسات السابقة أظهرت أن تكوين الخلايا العصبية ضعيف في كل من مرضى الزهايمر وفئران المختبر التي تحمل طفرات جينية مرتبطة بهذا المرض، لا سيما في منطقة من الدماغ تسمى الحُصين وهي مهمة لاكتساب الذاكرة واستعادتها. وفي الدراسة الحالية، عزّز الفريق تكوين الخلايا العصبية في الفئران من خلال التعزيز الجيني لبقاء الخلايا الجذعية العصبية، ووجدوا أن زيادة إنتاج الخلايا العصبية الجديدة أعادت أداء الحيوانات في اختبارين مختلفين يقيسان التعرف المكاني والذاكرة السياقية. وتعد هذه الدراسة هي الأولى من نوعها التي توضح أن ضعف تكوين الخلايا العصبية في الحُصين يلعب دورًا في عجز الذاكرة المرتبط بمرض الزهايمر عن طريق تقليل توافر الخلايا العصبية غير الناضجة لتكوين الذاكرة.