نظمت السفارة اليابانية بمصر، أمس الثلاثاء، حفل استقبال بمنزل السفير الياباني أوكا هيروشي، للترحيب بالطلبة المصريين الذين حصلوا على منحة MEXT التعليمية، والتي سيذهب بمقتضاها 19 طالبًا للدراسة لمدة 3 سنوات بأعرق الجامعات اليابانية. وساد جو من الود والألفة بين الحضور تأكيدًا من السفارة على حرصها للترحيب بالطلبة وتهيئتهم نفسيتهم للتعامل مع اليابانيين والثقافة اليابانية قبل أن يسافروا إلى حياتهم الجديدة هناك في شهر أكتوبر المقبل، حيث حضر الحفل 13 طالبًا من أصل ال19 طالب، حيث سافر بعض الطلبة بالفعل إلى اليابان، كما حضر الحفل مجموعة من الأساتذة اليابانيين بالجامعات المصرية، والخريجين المصريين من الجامعات اليابانية، لإعطاء الطلبة الجدد نصائح من خبراتهم العملية خلال فترة دراستهم في اليابان. وحضرت "الشروق" حفل الاستقبال الذي بدأ بكلمة السفير الياباني أوكا هيروشي الذي أشار إلى قوة العلاقات اليابانية المصرية، وتلقي السفارة للدعم من جميع مؤسسات الدولة المصرية، موضحًا أنه يعلم أن جمهورية مصر العربية تضع العلم نصب أعينها لأنه من أولوياتها، وكذلك اليايان أيضًا، مؤكدًا على أن السفارة تعمل بجهد لتقديم المزيد من المنح للطلبة المصريين. وأعرب هيروشي عن سعادته بتقديم منحة MEXT ل19 طالب مصري، مشيرًا إلى أنه متحمس لمتابعة رحلتهم التعليمية في اليابان، قائلًا: "سيواجه الطلبة بعض العقبات في طريقهم مثل عقبة التنقلات في بداية سفرهم، أو عقبة تعلم اللغة اليابانية، ولكن أرى أن الحل الأمثل للتغلب على العقبات هو تكوين الصداقات، فأنصح جميع الطلبة بعقد صداقات مع اليابانيين فهم لطفاء وسيساعدهم ويعلموهم كيف يتخطون أي عقبة تواجههم". وأضاف: "سيكتشف الطلبة أنه برغم اختلاف الحكايات والثقافات، يوجد العديد من الأشياء المشتركة بين مصر واليابان، فقصصوا القصص المصرية الجميلة لأصدقائكم اليابانيين واستمعوا لقصصهم، هذه نصيحتي لكم وأتمنى للجميع النجاح". ولحصول الطلبة على التشجيع من شخص مر بنفس التجربة، تحدث دكتور بهاء زغلول رئيس جمعية خريجي الجامعات اليابانية عن رحلته في اليابان عندما كان طالبًا هناك، مع إعطاء الطلبة بعض النصائح للاستمتاع بتجربتهم الجديدة، مشيدًا بتميز جميع الطلبة الحاصلين على منحة MEXT لاجتيازهم العديد من الاختبارات والمقابلات الصعبة حتى نجحوا ووصلوا لهذا المكان. ونصح زغلول الطلبة بزيارة جميع الأماكن السياحية في اليابان، موضحًا لهم أماكن الرحلات السياحية المجانية التي تعني بأن يرى الطلبة المغتربون اليابان بأعين مختلفة، مشيرًا إلى أنهم سيروون اليابان بأكملها مجانًا، في تجربة لم تكن لتخطر لهم على بال، مما سيثري ثقافتهم في المستقبل. وفي تصريحات خاصة للشروق، قال زغلول إن لحظة تحدثه مع الطلبة أعادت به الزمن عندما كان طالبًا مثلهم يستعد للسفر للدراسة باليابان، مشيرًا إلى المنحة لا تقتصر فقط على الدراسة، بل هي تجربة كاملة تشمل التعرف على ثقافة جديدة في أقصى بلاد الشرق، موضحًا أن حفل الاستقبال الذي عقده السفير الياباني كان يهدف إلى أن يعيش الطلاب التجربة اليابانية بشكل مصغر قبل السفر إليها الشهر المقبل. وبالرغم من نفى زغلول أن تكون ثقافة الشعب الياباني مشابهة لنا تمامًا، إلا أنه أكد تشابه العادات المصرية مع عادات الريف الياباني منذ عشرات السنوات وإلى الآن، فهم ودودون والجيران تزور بعضها في الأفراح، ويتضامنون سويًا للمساواة في الأحزان، تمامًا مثلما يفعل المصريين. تحدثت الشروق مع الطالبة ريهام سمير الباحثة المتفرغة في جامعة الأميرة نورة بنت عبد الرحمن بالسعودية، التي أوضحت حصولها على منحة MEXT للدراسة بجامعة أوساكا والحصول على شهادة الدكتوراة والتخصص في علم النانو، مشيرة إلى أنها ستدرس كيفية استخدام جسيمات النانو في علاج السرطان والأمراض العدية التي تسببها الفيروسات والبكتيريا. أكدت ريهام للشروق على أنها اختارت الدراسة في اليابان لأنها البلد الأولى في علم النانو، فأول من عرف علم النانو هو عالم ياباني، موضحة أن اليابان لديها ابتكارات كثيرة وتكنيك حديث وتكنولوجيا متقدمة قائلة: "بجانب التكنولوجيا المتقدمة هناك، أشعر بأن اليابان قريبة من عاداتنا وتقاليدنا، فهي مجتمع قائم على احترام حرية الآخر، فالإنسان يعيش على طبيعته كما هو، دون أن يحكم عليه أحد، وأشعر بالتقدير بسبب دعوة السفير لي في منزله، كما أنني سعيدة على الفرصة التي حصلت عليها لنقل تكنولوجيا النانو المتقدمة إلى بلدي بعد بضع سنوات، خاصة وأنه علم نادر هنا". واحدًا من ضمن العلوم التي تعد حديثة أيضًا في المجتمع المصري هو علوم الفضاء، التي فازت فيها سارة رمضان الباحث المساعد في هيئة الاستشعار عن بعد وعلوم الفضاء بمنحة MEXT، وأوضحت سارة للشروق أنها كانت تتابع كل الجديد في مجال علوم الفضاء، ووجدت أن اليابان يمكن أن تمدها بالمعدات اللازمة لتطوير دراستها، فقدمت أوراقها لطلب المنحة وحصلت عليها بالفعل. أشارت سارة إلى مصر اهتمت مؤخرًا بعلوم الفضاء وأطلقت أكثر من قمر صناعي، ولهذا باتت لدينا الحاجة إلى سفر الطلبة للخارج لدراسة علوم الفضاء ونقلها إلى هنا، قائلة: "أدرس البيئة الفضائية، فقبل أن نطلق الأقمار الصناعية إلى الفضاء، يجب أن ندرس ما سيحيط بها حتى لا تتلف موادها ولا تفشل في آداء مهمتها، فهذا ما سأدرسه في اليابان وأتمنى نقل هذا العلم والاستفادة منه في بلدي". أما عمرو حسين المعيد بكلية الهندسة بالجامعة الروسية فهو يكرس تخصصه في الهندسة في حماية البيئة، مشيرًا إلى أنه يدرس إمكانية إنشاء المنشآت بمواد كيميائية دون تدخل الأسمنت، موضحًا أن الخرسانة تحتوي على كميات كبيرة من ثاني أكسيد الكربون الذي يضر بالبيئة، وفي إطار اهتمام مصر بملف التغيرات المناخية، كان على عمرو أن يتخصص في هذا المجال الفريد، للعودة من اليابان بمشروع إنشاء منشآت صديقة للبيئة. في حين سيدرس علي جمال المدرس المساعد بكلية العلوم بجامعة عين شمس في اليابان علوم المواد، لأن صناعة أجهزة الكمبيوتر والبروسيسورز تحتاج إلى تكنولوجيا متقدمة تتناسب مع التكنولوجيا الموجودة في اليابان، والتي يتمنى جمال نقلها لمصر فور انتهاءه من الدراسة هناك، والتي ستبلغ مدتها 3 سنوات. تواصلت الشروق أيضًا مع الطالب محمد سمير الذي سيسافر من كلية العلوم بالزقازيق إلى أعرق الجامعات اليابانية لدراسة العلاج بالفيروسات، والذي مفاده هو علاج البكتيريا الضارة عن طريق الفيروسات بدلًا من استخدام المضادات الحيوية، وذلك نظرًا لتغلب البكتيريا على المضادات الحيوية في بعض الأوقات قائلًا: "أتمنى النجاح في هذا المجال، وأتمنى بعد إنهاء المنحة أن يحدث تعاون بين المعمل الياباني والمصري لكي أفيد زملائي المصريين بالعلم الذي حصلت عليه في اليابان".
