قالت مجلة "نيوزويك" الأمريكية، اليوم الجمعة، إن القتال الذي تجدد مؤخراً بين أرمينياوأذربيجان يمثل صداعاً جديداً للرئيس الروسي فلاديمير بوتين، مع استمرار الحرب في أوكرانيا، وما تتعرض له روسيا من هجوم مضاد أدى لخسارتها مناطق كانت سيطرت عليها. وبحسب المجلة، فإن تركيز الرئيس الروسي بوتين يتم جرّه من الحرب التي شنّها على أوكرانيا إلى الصراع الحدودي بين أرمينياوأذربيجان. وأضافت المجلة: "بدأ القتال بين أرمينياوأذربيجان يوم الثلاثاء الماضي، وألقى كل طرف باللوم على الآخر. هذا الصراع وضع بوتين في موقف صعب، لأنه ليس في وضع يسمح له بإرسال مساعدات عسكرية إلى أرمينيا، حليفه العسكري، كما أن هذا الصراع يكشف الضعف في تحالف يشبه (الناتو)، والذي قامت روسيا بتشكيله". ونقلت عن المؤلف والكاتب الصحفى مارك ماكينون، قوله: "هجوم أذربيجان على أرمينيا سيناريو كابوسي بالنسبة لبوتين، قواته منهكة بالفعل في أوكرانيا، وفي ظل تراجعها فإنه يتعين عليه أن يجد وسيلة كي يرسل قوات إلى أرمينيا، أو أن الناتو الذي شكّلته روسيا سيكون بمثابة نمر من ورق". ومضت تقول: "لقي عشرات الجنود مصرعهم من الجانبين. هذا الصراع هو الأسوأ على الإطلاق بين الجانبين منذ الحرب بينهما في عام 2020 والتي أدت إلى مقتل آلاف الجنود". وتابعت: "طلب رئيس الوزراء الأرميني نيكول باشنيان المساعدة من منظمة معاهدة الأمن الجماعي التي تتزعمها روسيا، مشيراً إلى المادة الرابعة من المعاهدة بعد اندلاع القتال. حيث تشير المادة إلى أن أي عدوان يتعرض له عضو في المنظمة يعتبر عدواناً على الجميع. لطالما تم اعتبار روسيا الوسيط النافذ في المنظمة، التي تمثل ناتو مصغّرا". وأشارت "نيوزويك" إلى أن المنظمة اجتمعت رداً على طلب رئيس وزراء أرمينيا، وأعلنت وقف إطلاق النار بين الطرفين، ولكن بوتين والمنظمة لم يوافقا على إرسال قوات لمساعدة أرمينيا. وأردفت المجلة: "تحوّل الموقف إلى صداع بالنسبة للرئيس بوتين، الذي يخاطر بفقد الاحترام كوسيط نافذ في المنطقة إذا لم يتدخل. موارد روسيا تركّز على حرب أوكرانيا، حيث تواجه هجوماً مضاداً واسعاً، أجبرها على التراجع". وقالت المجلة الأمريكية إنه رغم المادة الرابعة في منظمة معاهدة الأمن الجماعي CSTO فإن أعضاء المنظمة مترددون في دخول الصراع بين أرمينياوأذربيجان، حيث قال أيدوس ساريوم عضو لجنة الدفاع والأمن في كازاخستان، إن بلاده ليست مهتمة بإرسال قوات إلى الصراع، لأن دعم أرمينيا سيؤثر على العلاقات مع أذربيجان، في ظل التقارب بين الشعبين، وحجم التجارة الكبير بين البلدين. وقالت شبكة التليفزيون الإخبارية الأمريكية "آيه بي سي" إن أذربيجان ربما خططت لاستغلال الحرب الروسية الأوكرانية لإجبار أرمينيا على تقديم تنازلات، بينما لا تريد موسكو التدخل.