وصفت مجلة "فورين بوليسي" الأمريكية، الملكة إليزابيث الثانية، بأنها "شمس ساطعة لإمبراطورية غابت عنها الشمس". واليوم الخميس، تغيب شمس الملكة إليزابيث الثانية، في عامها ال70 للحكم، لتصبح أكثر من جلس على العرش في تاريخ بلادها الذي شهد أحداثا عالمية عديدة. وأصبحت الملكة إليزابيث الثانية التي رحلت عن عمر يناهز 96 عاما، اليوم، الملكة الأكثر شعبية في تاريخ البلاد. لكن شمس إليزابيث غربت بعد أزمة صحية وسلسلة إعلانات مفاجئة للمؤسسات السياسية البريطانية عن مخاوف بشأن صحة الملكة، لتغيب عن بلادها في وقت اقتصادي صعب للغاية. حياتها وولدت إليزابيث الثانية في لندن في عشرينيات القرن الماضي، وتلقت تعليما خاصة في التاريخ الدستوري واللغة الفرنسية، في المنزل، ووجدت نفسها وريثة لعرش البلاد فجأة في عام 1936، عندما توفي والدها، جورج السادس، للحكم، بعد تنازل شقيقه إدوارد الثامن عن العرش. وبعد 3 سنوات فقط، اصطدمت ولية العهد، بعديد من الواجبات العامة وظرف صعب مع انطلاق الحرب العالمية الثانية في 1939، فانضمت إلى الخدمة العامة، قبل أن تطلق تصريحها الشهير مع القصف النازي على لندن "كيف أطالب الناس بالصمود إذا غادرت القصر". بقيت إليزابيث في موقعها، وصمدت بريطانيا ثم حولت دفت الحرب وانتصرت على دول المحور، ودشنت البلاد مرحلة إعادة البناء، بالتزامن مع دخول ولية العهد القفص الذهبي في 1947، حين تزوجت من الأمير فيليب. وفي نفس العام زارت إليزابيث جنوب أفريقيا بصحبة والديها، وهناك احتفلت بعيد ميلادها ال21، وقالت عبارتها الشهيرة في بث إذاعي "أصرح أمامكم جميعًا أن حياتي كلها سواء كانت طويلة أو قصيرة ستكرس لخدمتكم". توليها العرش وكانت ظروف تولي إليزابيث العرش شبيهة لحد كبير بظروف وفاتها، إذ أنها عايشت فترة مرور والدها بصعوبات صحية بداية من عام 1951، وخاضت سفرات خارجية مهمة حاملة إعلان توليها المملكة تحسبا للطارئ الذي كانت تتخوف منه. وبالفعل، تم الإعلان عن وفاة والدها يوم 6 فبراير1952، عندما كانت في رحلة خارجية إلى كينيا، وعلمت بوفاة والدها ثم جرى إعلانها ملكة، لكنها رفضت تغيير اسمها إلى لقب جديد كما اعتاد الملوك. وتوجت إليزابيث الثانية في 2 يونيو 1953 في دير وستمنستر، وكان تتويجها أول تتويج ملكي يُذاع على الهواء مباشرة على شاشة التلفزيون، وشاهده أكثر من 20 مليون شخص وقتها. بالكاد تغيرت العناصر المركزية للحفل عبر مئات السنين. إذ يتم التتويج من قبل رئيس أساقفة كانتربري، ويُمسح الملك ب "الزيت المقدس" ، ويتلقى الجرم السماوي والصولجان "رموز الملكية " ويتوج بتاج سانت إدوارد ، وهو حجر الزاوية في مجوهرات التاج البريطاني. وفاتها وبعد أكثر من 70 عاما، دخلت إليزابيث في حالة صحية صعبة، وسارع ولي عهدها، الأمير تشارلز، وأفراد عائلتها إلى مقر إقامتها الريفي في بالمورال بإسكتلندا، وأخيرا تم الإعلان عن وفاة الملكة.