صدر حديثاً عن منشورات تكوين ضمن سلسلة مرايا رواية "الفتاة الآلية.. والأشجار آكلة البشر"، للكاتب والروائي إبراهيم فرغلي. من اجواء الرواية نقرأ: لو كان بإمكان أحد أن يرانا لما صدَّق ما يرى، كنَّا نسابق الزمن تقريبًا، وقد ركبنا في العربة الفرعونية التي يقودها الرجل الذئب، والذي أخذ يتمتم في أذن حصانه بالتعويذة السحرية، ليبدأ في العدو كأن الريح تركض بجواره ويريد أن يسبقها. تشبَّثنا أنا وليلى ونينيت بعضنا ببعض، بينما كان شادي يجلس قريبًا من الرجل الذئب وشعر رأسه يطير عاليًا، يكاد لا يصدق السرعة التي نتحرك بها، إذ كان العالم من حولنا بلا ملامح؛ تمامًا كما يكون شأننا حين نركب قطارًا سريعًا جدًّا. كنت قد جرَّبتُ هذه التجربة من قبل، حين عدنا أنا وشادي من زمن الفراعنة إلى زمننا هذا، فلم أدهش كثيرًا، على عكس ليلى التي كانت تصرخ متسائلة كيف يمتلك مثل هذا الفرس كل هذه القوة؟ أظلمت الدنيا فجأة، كأننا دخلنا في نفقٍ معتم، ليست به إضاءة من أي نوع، وأحسسنا جميعًا بالبرد، انقطع صوت قرقعة أقدام الفرس السريعة، وبدأ ضجيج من أصواتٍ غريبة، كأنَّها خليط من أصوات أمواج البحر والرياح وهدير المحركات معًا، يدوّي في آذاننا. لم أتمكن من معرفة مصدر الصوت الصاخب الذي سرعان ما بدا كأنه صوت محرك طائرة نفاثة عملاقة. شعرتُ بالفزع، ووجدتُ ليلى تُمسك بيدي في الظلام. كانت يدها شديدة البرودة، وشعرتُ بها ترتجف، ثم بدأنا نسمع أصوات فرقعات غريبة، كان قلبي ينخلع كلما سمعت واحدة منها. صرخت ليلى وبكت، وحاولتُ أن أتماسك رغم خوفي الشديد. لم أسمع صوتًا لشادي أو لنينيت، وحتى الرجل الذئب لم يقل كلمة، وحتى لو تكلَّموا فمن يمكن له أن يسمع أي شيء آخر بين هذا الصخب المرعب؟! إِبرَاهِيم فرغلِي كاتِب وصحَفيّ ورِوائِي مِصرِيّ، حاصِل على درجة البكالُوريُوس عام 1992 فِي إِدارَة الأَعمال مِن جامِعة المنصُورة . نشأ فِي مدِينَة المنصُورة فِي قَلب الدِّلتَا شرق جُمهُورِيَّة مِصرُ العرَبِيَّة ؛ وترعرع فِي سَلطَنَة عُمان ودولة الإِمَارات العربِيَّة المُتَّحِدة . إِستهِل مَسِيرتُه المِهنِيَّة مطلع التِّسعِينات صُحُفِي فِي مجلَّة رُوز اليُوسِف الأُسبُوعِيَّة، ثُمَّ فِي مجلَّة نزُوىَ العُمانِيَّة، فمُحرِّراً ثقَافِيٌّ فِي صحِيفَة الأَهرَام ، ثُمَّ مُحرِّراً فِي مجلَّة العرَبِيّ الَّتِي تصدُر مِن دولة الكُوَيت . تَرجمَت بعضُ أَعمالِه الأَدبِيَّة وقِصصِهِ إِلى اللُّغة الإِنجِلِيزِيَّة والفَرنسِيَّة والدَانِمَارِكيَّة والأَلمانِيَّة، ونشرَت يومِيَّاته عن زِيارَة خاصَّة لِمدِينة شتُوتغارت الأَلمانِيَّة علَى مدى شهر بِاللُّغة الأَلمانِيَّة والعرَبِيَّة على صفحة مِداد المُنتدى الأَدبِي الأَلمانِي العربِي على الإِنتِرنِت إِحدَى مشارِيع معهد جُوته بِالتَّعاون مع المُؤسَّسة الثَّقافِيَّة الاِتِّحادِيَّة الأَلمانِيَّة؛ فِي مُناسبَة الاِحتِفاء بِالثَّقافة العربِيَّة فِي معرِض فرَآنكفُورت الدُّولِيّ لِلكِتاب فِي عام 2004 . صدر له العديد من المؤلفات الأدبية من بينها: جنية في قارورة (رِواية)، وشامات الحُسن (مجمُوعة قصصية) مُغامرة فِي مدِينة الموتى (أَدَّب النَّاشِئَة: رِواية) مصَّاصُو الحِبر (أَدَّب النَّاشِئَة: رِواية) ، معبد أَنامِل الحرِير(رِواية)، ومدِينة الأَقلَام السِّحرِيَّة (أَدَّب الطِّفل: رِواية)