اشتعل الموقف فى جلسة مجلس الشورى أمس، وذلك بعد الهجوم الحاد الذى شنه ممدوح قناوى رئيس الحزب الدستورى على مجمل الأوضاع فى مصر، ودخل قناوى فى ملاسنة كلامية ساخنة مع صفوت الشريف، رئيس المجلس، بسبب انتقاد قناوى للنظام الانتخابى الفردى الذى أفرز ما سماه بنواب السمسرة فى قرارات العلاج على نفقة الدولة الذين تسببوا فى فضيحة للبرلمان على حد وصفه. وأرجع قناوى السبب فى أحداث نجع حمادى التى راح ضحيتها 6 أقباط وشرطى مسلم قبل شهر ونصف الشهر إلى امتناع الحزب الوطنى من ترشيح أقباط فى الدائرة. وأشار قناوى إلى أن النظام الفردى فى الانتخابات حولها إلى مزاد علنى لشراء الأصوات، لافتا إلى أن التمسك بهذا النظام يغلق الباب أمام أى إصلاح سياسى. وطالب قناوى الذى كان يتحدث بحماس بالغ الرئيس مبارك بتعديل المواد 76، 77، 88 قبل إجراء الانتخابات الرئاسية المقبلة. وقابل الشريف حماس قناوى وانفعاله بانفعال مضاد ورد عليه قائلا «انتخابات الرئاسة التى تمت فى 2005 كانت انتخابات تنافسية لأول مرة فى مصر وممدوح قناوى كان أحد المرشحين للرئاسة وكنت سعيدا وأنا أراه بالجلباب يجول محافظات مصر كلها فى إطار الانتخابات التنافسية. وذكّر الشريف قناوى بال1/2 مليون جنيه الذى أعطته له الدولة للإنفاق على حملته الانتخابية كغيره من مرشحى الرئاسة ولم يناقشه فى المصروفات أحد، ووجه الشريف نصيحة لمن سماهم بالمتاجرين بالسياسة قائلا: «حديثى إلى كل من يتاجر بالسياسة اللى على رأسه بطحة يعرفها ويحس بيها وأحزاب المعارضة لا تتاجر بالسياسة. وزاد من سخونة الموقف وحدته عندما قال نائب الوطنى عبدالسلام موسى: «لقد شاهدت قناوى وهو يقول فى قناة الجزيرة إن النظام المصرى منبطح تحت حذاء أمريكا منذ كامب ديفيد وحتى الآن. وقرر الشريف بناء على ما قاله موسى إحالة قناوى إلى اللجنة التشريعية والدستورية بالمجلس لتطبيق اللائحة عليه، وقال الشريف «سنتحقق إذا كان قد قال هذا الكلام فسنطبق عليه اللائحة» وهاج نواب الوطنى ضد قناوى وطالبوه بالاعتذار، فخرج قناوى من القاعة وعاد بعد دقائق وطلب الكلمة وحينما حاول قناوى أن يوضح موقفه شده نائب وطنى من يده قائلا «يا أخى اعتذر وخلاص» وحينما حاول قناوى أن يوضح ملابسات ما صرح به لقناة الجزيرة قاطعه نواب الوطنى، فطلب قناوى من الشريف أن يكفل له توضيح موقفه فطلب الشريف من النواب التزام الصمت. فقال قناوى «ما قلته فى قناة الجزيرة إننا منذ كبوة 67 والمنطقة العربية تشهد تراجعا غير مسبوق، ولكننى لم أقل إن الرئيس يلعق الحذاء الأمريكى أو النظام وإنما قلت إن كل الأنظمة العربية منبطحة أمام النفوذ الأمريكى وهذا الأمر لا يرضاه الرئيس نفسه». وحينما قاطع النواب قناوى مرة أخرى رد بحدة قائلا: «أنا لا يهمنى أن استمر فى المجلس من عدمه ويعلم الله مدى إخلاصى للوطن، وإزاء توضيح قناوى تراجع الشريف عن قرار إحالته للجنة الدستورية وأخذ تصويت النواب على حذف كل ما أثير فى الموضوع من المضبطة دون إحالة قناوى إلى التشريعية أو القيم فوافق النواب بالأغلبية. وحينما حاول قناوى أن يتحدث مرة أخرى قال له الشريف: «خليك عاقل واستريح وأشكر الأعضاء وهم أعضاء الحزب الوطنى».