تأخر وصول الدكتور محمد البرادعى الرئيس السابق للوكالة الدولية للطاقة الذرية عن الوصول للقاهرة فى الموعد المقرر مسبقا وهو الساعة الثالثة عصر أمس بسبب سوء الأحوال الجوية، كما أكدت سلطات مطار فيينا ل«الشروق». وحتى مثول الجريدة للطبع عصر أمس لم يكن البرادعى قد وصل وأعلنت سلطات مطار القاهرة الدولى أن موعد الوصول الجديد المتوقع هو الخامسة والثلث مساء أمس. وحتى الثالثة والنصف كانت أعداد كبيرة من المواطنين تحاول الوصول إلى مبنى الركاب الجديد رقم 3، خاصة مع تأخر طائرة البرادعى بيد أن الأجهزة الأمنية بدأت فى منع المواطنين من التوافد إلى المطار بعد تزايد الأعداد بشكل ملحوظ، حيث بلغت نحو 4 آلاف شخص، وهو ما أفادت به المجموعة الرسمية لدعم ترشيح البرادعى على الإنترنت التى تحولت لغرفة عمليات مركزية لنقل أخبار وصول البرادعى أولا بأول، فى حين قدرتهم مصادر أخرى بحوالى 2000 شخص. ونوهت غرفة العمليات التى كانت تنتاقل أخبار الوصول لحظة بلحظة إلى أن البرادعى غادر مطار فيينا الدولى من صالة السفر العادية كمواطن عادى وليس من صالة كبار الزوار بصحبة زوجته السيدة عايدة الكاشف. وفى مطار القاهرة، أفادت غرفة العمليات بوصول أعداد كبيرة من المواطنين إلى مطار القاهرة مع بعض المضايقات الأمنية، ومنع دخول الأتوبيسات العامة حتى صالة 3، كما أفادت الغرفة عن الوجود إعلامى مكثف وحضور أمنى كثيف فى زى مدنى، وأعداد أقل بكثير فى زى رسمى. وفى تصريحات خاصة ل«الشروق»، قال على البرادعى شقيق مدير الوكالة الأصغر إن: البرادعى سيكون أداة للتغيير، وعلى الشباب وشعب مصر أن يفعل ما عليه لتنفيذ هذا التغيير. وأضاف: «البرادعى قال إنه سيقف مع الشعب لذا أرجو من الشعب أن يستكمل المسيرة». وحول قدراته على مواجهة النظام المصرى قال: «إن البرادعى قد وقف من قبل ضد أمريكا والغرب وتحداهما فى حرب العراق، وأظن أن وقوفه ضد النظام لن يكون معضلة بعد أن واجه هذا القوى». بينما رفضت شقيقة محمد البرادعى «منى» الحديث مع وسائل الإعلام، واكتفت بالقول إننا أتينا لاستقباله بشكل عائلى وأسرى بالرغم من حملهم لافتات كتب عليها «مرحبا بالبرادعى» ورفعهم لأعلام مصر. وأثناء انتظارهم لرحلة الخطوط الجوية النمساوية رقم 863 القادمة من فينيا ردد المئات من مؤيدى البرادعى وأنصاره الذين وجدوا أمام صالة الركاب رقم 3 النشيد الوطنى المصرى وحملوا أعلام مصر، ولافتات تأييد كتب عليها «مرحبا بالبرادعى أمل الامة»، «بالعلم والحرية والعدل نبنى وطنا جديدا» «نعم للبرادعى لا للوريث» و«فلاحو مصر يؤيدون البرادعى» ولافتات أخرى تحمل أسماء محافظات بعينها. كان عشرات النشطاء ورموز التيارات السياسية المختلفة قد توافدوا على المطار منذ الصباح، ومن بينهم حسن نافعة، المنسق العام لحركة كفاية والدكتور عبدالجليل مصطفى، القائم بأعمال المنسق العام للحركة المصرية للتغيير «كفاية» وممدوح قناوى، رئيس الحزب الدستورى الحر والإعلامى حمدى قنديل وجورج إسحق، القيادى بحركة كفاية، والممثل خالد أبوالنجا والأديب علاء الأسوانى والطبيب محمد أبوالغار. ومن جماعة الإخوان المسلمين لم يحضر إلا محمد عبدالقدوس مقرر لجنة الحريات بنقابة الصحفيين، الذى فسر غياب أعضاء جماعته بأنهم ينتظرون ماذا سيفعل البرادعى على أرض الواقع. وطالب عبدالقدوس جماعته بأن يتفاعلوا مع طرح البرادعى لا سيما بعد تصريحاته التى طالب فيها بضرورة الاعتراف الرسمى بجماعة الإخوان المسلمين. وقال حسن نافعة «القضية ليست قضية منافسة البرادعى على منصب الرئاسة ولكن القضية هو فتح باب التغيير»، مؤكدا أن معظم القوى السياسية تفاعلت مع ما طرحه البرادعى، ومنها أحزاب الوسط والجبهة الديموقراطية وحركة كفاية وحركة 6 أبريل. أما المستشار محمود الخضيرى رئيس محكمة النقض السابق فبعث برسالة لكل مصرى طالبهم فيها بأن يكون حريصا على نزاهة الانتخابات القادمة من أجل مستقبل أفضل للبلاد. ومن جهته، قال علاء الأسوانى «نحن أمام لحظة فرز كبيرة وهناك رأى عام جديد يتشكل فى مصر والجمعة 19 فبراير سيمثل علامة فارقة فى المرحلة التاريخية الحرجة التى تمر بها مصر»، مشيرا إلى أن البرادعى يعلم أنه عندما ينضم للحركة الوطنية فلن يكون هذا مجانا. ومع التسهيلات الأمنية التى شهدها مطار القاهرة فى الساعات الأولى أمس، توجه عدد من أنصار البرادعى بالشكر إلى الجهات الأمنية، داخل مجموعة البرادعى على فيس بوك.