قال قادة الحركات المعارضة في تشاد، إن لقاءاتهم مع الرئيس محمد أدريس ديبي أكدت رغبته الصادقة في السلام. وأضاف عدد من قادة المعارضة لوكالة الأنباء الألمانية (د.ب.أ) في الدوحة، عقب توقيع اتفاق أمس الإثنين بين الحكومة التشادية وأكثر من 36 حركة مسلحة وفصائل معارضة، لإنهاء سنوات من الاقتتال في البلاد، إن الرئيس ديبي قدم وعدا خلال هذه اللقاءات بتنفيذ كل ماهو مطلوب من ناحيته، وكل ما اتفق عليه في الدوحة "لأجل نهضة الدولة في تشاد"، وأشاروا إلى أنه وجه الدعوة لكل أبناء تشاد في الخارج بالعودة إلى الوطن والمساهمة في مؤتمر انجمينا للحوار الوطني. وبمقتضى الاتفاق، ينتظر أن يعقد في العاصمة التشادية أنجمينا يوم 20 من الشهر الجاري مؤتمرا للحوار الوطني بين الحكومة وأطياف المعارضة المدنية والمسلحة لبحث قضايا السلام والتنمية وإعادة بناء المؤسسات والجيش على أسس قومية وإعداد دستور جديد للبلاد ومن ثم انتخاب برلمان وحكومة جديدة في البلاد. وحول الضمانات للمشاركين، قال محمد طاهر عقيل مهدي القيادي في جبهة التأسيس (فندمينتال) والعضو السابق في البرلمان التشادي: "لقد تناقشنا يوم السبت الماضي مع الرئيس ديبي في لقاءاته المنفردة مع ممثلي الحركات حول الضمانات، واصفا اللقاء مع الرئيس ب"الإيجابي". وأضاف مهدي ل"د.ب.أ" أن المعارضة التشادية تبدي حسن النية من خلال توقيعها اتفاقية الدوحة "رغم الملاحظات وأنها لم تلب كثيرا من المطالب"، موضحا أنه تم الاتفاق على تشكيل لجنة مشتركة لتقصي الحقائق لمعالجة ملف القتلى والمفقودين والمعتقلين من المعارضين. وأوضح محمد السليك حالاتا نائب رئيس حركة (UFD)، أن حركتهم طالبت الرئيس بضرورة توفير الضمانات الأمنية للمشاركين في الحوار وتذليل كل العقبات، مشيرا إلى أن الرئيس ديبي تعهد بمنح كل الضمانات في سبيل عودة جميع التشاديين الى بلادهم ومشاركة الجميع في الحوار. وقال السليك، ل(د.ب.أ): "ليس هناك اتفاق حول الكثير من نقاط اتفاق الدوحة والتي نرى فيها أنها تصب لمصلحة الحكومة، ومع ذلك قدمنا المصلحة العليا للبلاد". وأكد يوسف حامد اسحق، ممثل اتحاد قوى المقاومة والناطق الرسمي باسم الائتلاف المعارض، ل"د.ب.أ" أن "اتفاق الدوحة خطوة كبيرة تضع حجر الأساس للحوار مع النخبة الحاكمة ونأمل في إحراز التقدم". وكشف عن أن كثيرا من القوى المعارضة أتيح لها لأول مرة اللقاء في الدوحة "والتفكير في شؤون البلاد بشكل أعمق"، داعيا إلى إرجاء موعد الحوار الى تاريخ آخر، حتى منتصف سبتمبر لضمان جاهزية الجميع في الداخل والخارج". ولفت اسحق إلى أن انعقاد مؤتمر الحوار يوم 20 أغسطس الجاري صعب التحقيق لأن الحركات جاءت من أماكن مختلفة وتحتاج إلى العودة وطرح نتائج اتفاق الدوحة على القواعد، ولهذا يصعب الالتزام بهذا التاريخ. وحول امتناع بعض الحركات عن التوقيع على الاتفاق، قال اسحق "نتفهم مخاوفهم ومسببات امتناعهم عن التوقيع"، وأوضح: "نرى أن ماطرحته هذه الحركات منطقي مثل ضرورة مشاركة المعارضة في اللجنة التحضيرية للحوار، واعتراضهم على وثيقة الفترة الانتقالية الحالية، وضرورة إطلاق سراح السجناء". وأوضح وداعة محمد مولود، عضو المكتب التنفيذي للجبهة الثورية المتحدة (UFR) ل"د.ب.أ" أن "وثيقة الدوحة خطوة هامة نحو السلام الشامل في تشاد"، مؤكدا أن الحوار الوطني التشادي في انجمينا يمثل منصة هامة لمخاطبة القضايا الهامة والمصيرية التي تواجه تشاد.