مساعدات عسكرية أمريكية جديدة لكييف بقيمة 270 مليون دولار.. والمجر: العقوبات على روسيا فشلت وأوروبا تحتاج استراتيجية جديدة أعلنت أوكرانيا، اليوم السبت، أن صواريخ روسية أصابت أوديسا، الميناء الرئيسى على البحر الأسود، غداة توقيع موسكو وكييف بشكل منفصل اتفاقا لاستئناف صادرات الحبوب الأوكرانية التى توقفت بسبب الحرب، فى وقت كشفت فيه الولاياتالمتحدة عن مساعدة عسكرية جديدة لأوكرانيا بقيمة 270 مليون دولار. وقال ممثل منطقة أوديسا سيرجى براتشوك فى بيان على مواقع التواصل الاجتماعى إن «العدو هاجم ميناء أوديسا البحرى بصواريخ كروز من طراز كاليبر». وأضاف براتشوك: «أسقطت الدفاعات الجوية صاروخين وأصاب صاروخان البنية التحتية للميناء». واعتبرت أوكرانيا أن هجوم روسيا على أوديسا «صفعة وإهانة» لتركياوالأممالمتحدة بعد توقيع اتفاق لتصدير الحبوب الأوكرانية أمس الجمعة، داعية الأممالمتحدةوتركيا الالتزام بالتعهدات فى اتفاقية اسطنبول. ووقعت كل من روسياوأوكرانيا بشكل منفصل فى إسطنبول اتفاقيات تسمح بتصدير ملايين الأطنان من الحبوب من أوكرانيا، بعد وساطة الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو جوتيريش. وتسببت الحرب فى عرقلة تصدير نحو 20 مليون طن من الحبوب من أوكرانيا، رغم أن هناك حاجة ماسة إلى الغذاء فى السوق العالمية – خاصة فى آسيا وأفريقيا. وفقا للأمم المتحدة، تم الاتفاق على ممر إنسانى بين أوكرانيا ومضيق البوسفور – المضيق الواقع بين البحرين الأسود والأبيض المتوسط. وبناء عليه، يتم مراقبة الصادرات من قبل مركز تنسيق مشترك مع ممثلين عن الأممالمتحدةوروسياوأوكرانياوتركيا فى إسطنبول. واتفق الطرفان أيضا على أن السفن المتجهة إلى أوكرانيا سيتم تفتيشها أولا فى إسطنبول للتأكد من أنها لا تحمل أسلحة، وإجراء فحص آخر فى تركيا إذا كانت السفن القادمة من أوكرانيا تريد مغادرة البحر الأسود مرة أخرى، وذلك لضمان وجود الحبوب فقط على متن السفينة، وكان هذا من شروط روسيا. ويتم تفسير هذه النقطة فى نيويورك بطريقة تجعل وقف إطلاق النار ينطبق فعليا فى هذه الأماكن المهمة استراتيجيا – على سبيل المثال فى ميناء أوديسا. إلى ذلك، أعلنت الولاياتالمتحدة، أمس الجمعة، عن تقديم مساعدة عسكرية جديدة لأوكرانيا بقيمة 270 مليون دولار. وتشمل المساعدات منظومات مدفعية من طراز «هيمارس» وبذلك تكون واشنطن زودت كييف ما مجموعه عشرون وحدة من قاذفات الصواريخ المذكورة التى يمكن حملها على مدرعات خفيفة. وصرح جون كيربى، المتحدث باسم البيت الأبيض للقضايا الاستراتيجية بأن الشحنة الجديدة تشمل أيضا ما يصل إلى 580 طائرة بدون طيار هجومية من طراز «فينيكس جوست». وقال كيربى إن روسيا «شنت قصفا فتاكا فى كل أنحاء البلاد وضربت مراكز تجارية ومبانى سكنية فقتلت مدنيين أوكرانيين أبرياء». وأضاف: «حيال هذه الفظائع، قال الرئيس بوضوح إننا سنواصل دعم الحكومة الأوكرانية وشعبها ما دام ذلك ضروريا». وتستطيع مدافع هيمارس المتحركة إطلاق صواريخ يوجهها نظام «جى بى إس» لتحديد المواقع ويبلغ مداها ثمانين كلم، ما يتيح لأوكرانيا بلوغ أهداف روسية لم تكن سابقا فى متناول قواتها. ولفت كيربى إلى أن واشنطن ستقدم أيضا 36 ألف قذيفة مدفعية إضافية وأربعة مراكز قيادة مدرعة. وكان وزير الدفاع الأوكرانى أوليكسى ريزنيكوف طلب الثلاثاء الماضى من الدول الغربية تقديم مزيد من منظومات المدفعية الدقيقة، موضحا أن بلاده ستحتاج إلى «ما لا يقل عن مائة» منظومة هيمارس لتتمكن من شن هجوم مضاد يمتاز بالفاعلية. ونفى مسئول كبير فى وزارة الدفاع الأمريكية «البنتاجون» تقارير تفيد بأن روسيا قد تكون تمكنت من تدمير أربعة أنظمة من طراز هيمارس. لكنه أقر بأن روسيا اضطرت إلى التكيف مع هذا السلاح الجديد الذى أصبح بالنسبة إليها «أول شىء» يسعى جنودها إلى استهدافه فى أوكرانيا. فى غضون ذلك، قال رئيس الوزراء المجرى فيكتور أوربان، اليوم السبت، إن الاتحاد الأوروبى بحاجة إلى استراتيجية جديدة بشأن الحرب فى أوكرانيا لأن العقوبات الموقعة على موسكو لم تنجح. وأضاف أوربان فى كلمة ألقاها فى رومانيا إن الاستراتيجية يجب أن تهدف إلى السلام بدلا من كسب الحرب. من جهة أخرى، فتحت الشرطة الروسية أكثر من 3300 تحقيق فى قضية «النيل من اعتبار الجيش»، وهو جرم أقر فى مطلع مارس لقمع الانتقادات للهجوم الروسى على أوكرانيا، حسبما أفادت منظمة «سيتيفيى سفوبودى» الحقوقية. وذكرت المنظمة أنها أحصت عدد التحقيقات هذا بين 4 مارس و14 يوليو انطلاقا من قواعد بيانات وزارة الداخلية الروسية. وأوضحت المنظمة فى حسابها على تليجرام أن «الشرطة الروسية تحرر متوسط 35 محضرا بتهمة النيل من اعتبار الجيش فى كل يوم عمل». ويعاقب هذا الجرم بغرامة تصل إلى مائة ألف روبل (1700 يورو) للأفراد وإلى مليون روبل (17 ألف يورو) لشخص معنوى. ويعود للمحكمة أن تحدد المبلغ بعد الجلسة. وبحسب المنظمة غير الحكومية، أمرت المحاكم الروسية حتى الآن بدفع أكثر من 1500 غرامة بتهمة «النيل من اعتبار» الجيش تتخطى قيمتها الإجمالية 50 مليون روبل (845 ألف يورو). كما أفادت المنظمة غير الحكومية المتخصصة «أو فى دى إنفو» بملاحقة نحو 200 شخص فى روسيا نددوا بغزو أوكرانيا فى إطار قضايا جنائية قد تصدر فيها عقوبات شديدة بالسجن.