شهدت العاصمة الليبية طرابلس، مساء أمس، اشتباكات بين فصائل مسلحة أدت إلى سقوط ضحايا ومصابين، فيما طالب المجلس الرئاسي الليبي أطراف الصراع في ليبيا بوقف إطلاق النار والعودة إلى مقراتهم فوراً، وفتح تحقيق في أسباب الاشتباكات. ووقعت الاشتباكات بسبب خروج رتل من قوة عناصر جهاز الردع التابع للمجلس الرئاسي لتحرير أحد أفراد القوة من أيدي عناصر كتيبة "ثوار طرابلس" الموجودين بمعسكر السعداوي. وبدأت الاشتباكات في منطقة الفرناج ثم اتسعت دائرتها لتصل إلى المنطقة المجاورة لسجن الجديدة حتى ما يعرف بطريق الشوك، خلف مركز طرابلس الطبي في منطقة الفرناج والمحاذية لمقر جامعة طرابلس. واستخدمت في الاشتباكات أسلحة خفيفة ومتوسطة وعلى إثر ذلك تم إغلاق الطرق الرئيسية بالعاصمة. وتجددت الاشتباكات، ظهر الجمعة، بمنطقة السبعة شرق العاصمة طرابلس وصولا إلى جزيرة الفرناج، على ما أفاد سكان بالمنطقة لبوابة "الوسط" الليبية. وأفاد مصدر بمكتب المحامي العام في طرابلس بمقتل ثلاثة أشخاص بينهم طفل جراء اشتباكات طرابلس. إلى ذلك، أغلقت ليبيا، الجمعة، حركة الملاحة الجوية بمطار معيتيقة الدولي في العاصمة، وتم تحويل كافة الرحلات إلى مطار مصراتة، بعد اندلاع اشتباكات مسلحة بين أكبر ميليشيات طرابلس، بحسب موقع "العربية. نت" الإخباري. من جانبه، دعا المجلس الرئاسي الليبي في بيان على حسابه بموقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك" إلى وقف إطلاق النار على وجه السرعة ، مطالبا النائب العام والمدعي العام العسكري بفتح تحقيق للوقوف على أسباب الاشتباكات. وقرر المجلس الرئاسي تكليف رئيس الأركان العامة بحكومة الوحدة الوطنية، الفريق أول ركن محمد الحداد، بفض الاشتباكات بين الوحدات المتقاتلة في العاصمة طرابلس، التي اندلعت منذ منتصف مساء أمس، وتجددت صباح الجمعة. وكلف الرئاسي، في رسالة إلى الحداد، بتأمين سلامة المواطنين وأمنهم والممتلكات العامة، والسيطرة على الموقف بما يؤمّن عودة الأمور إلى مسارها الطبيعي. البعثة الأممية للدعم في ليبيا، دعت بدورها، اليوم الجمعة، جميع الأطراف الليبية إلى ممارسة أقصى درجات ضبط النفس ومعالجة خلافاتها عبر الحوار، وذلك في أول تعليق على الاشتباكات. وعبرت البعثة، في بيان، عن القلق البالغ من تقارير تفيد بحدوث إصابات في صفوف المدنيين جراء الاشتباكات التي اندلعت بين مجموعتين مسلحتين في طرابلس، داعية الأطراف الليبية إلى التقيد بالتزاماتها بموجب القانون الوطني والدولي إزاء حماية المدنيين والبنى التحتية المدنية. وطالب بيان البعثة الأممية بالتحقيق في هذه الأحداث وأيضا بتحقيق العدالة من أجل الضحايا وأسرهم. وحثت البعثة جميع الليبيين لكي يبذلوا كل ما بوسعهم للحفاظ على الاستقرار الهش للبلاد في هذا التوقيت الحساس. أما السفير الأمريكي مبعوث الولاياتالمتحدة لدى ليبيا، ريتشارد نورلاند، فأعرب عن دعم الولاياتالمتحدة بقوة دعوة بعثة الأممالمتحدة للدعم في ليبيا إلى ممارسة ضبط النفس والحفاظ على الاستقرار من أجل حماية المدنيين. وقال نورلاند، في تغريدة عبر موقع التدوينات القصيرة "تويتر": يجب على جميع الفاعلين حل نزاعاتهم من خلال الحوار وليس العنف.