تعنى كلمة Buzz الإنجليزية «طنين» أو «ضجيج»، ويبدو أن هذه بالفعل هى المعانى التى أرادت شركة جوجل إيصالها إلى مستخدمى الإنترنت فى العالم، بخدمتها الجديدة «جوجل بَظ» Google Buzz التى أعلنت عنها الأربعاء الماضى، فبعد أن صنعت جوجل موجات طنين وضجيج كبيرة فى مجالات عديدة غير مجال تميزها التقليدى وهو البحث على الإنترنت، مثل برامج تصفح الإنترنت والبريد الإلكترونى وأنظمة التشغيل بل والتليفونات المحمولة مؤخرا، فإن جوجل قد أعلنت رسميا عن اقتحامها ساحة الشبكات الإجتماعية على الإنترنت، حيث يقبع لاعبون كبار ولا يستهان بهم مثل فيس بوك وتويتر وماى سبيس، فماذا فعلت جوجل هذه المرة؟! جوجل بظ هو أداة للتواصل الاجتماعى على الإنترنت، وتم تصميمها كجزء من خدمة البريد الإلكترونى «جى ميل» Gmail من جوجل، حيث تأتى تحديثات المواد التى تتم مشاركتها مع المستخدم إلى صندوق الوارد الخاص به هناك، تماما مثلما تأتى إليه رسائل البريد الإلكترونى. ووفقا لما أعلنته الشركة فإن أداة التواصل الاجتماعى الجديدة بظ تركز على مشاركة الصور ومقاطع الفيديو وروابط مواقع الإنترنت بين المشتركين، كما تمكن المستخدمين من اختيار مشاركة المعلومات التى يقومون بنشرها مع الجميع، أو اختيار مجموعة صغيرة محددة للإطلاع عليها فقط. كما قامت جوجل بالتنسيق مع عدد من المواقع الاجتماعية الأخرى ذات الشعبية الكبيرة مثل Flickr، Twitter، Picasa، Google Reader، YouTube، وBlogSpot ليتم ضم التحديثات التى تظهر على الحساب الشخصى للمستخدمين فى تلك المواقع لتظهر داخل حسابه فى خدمة بظ. أيضا نقلت أداة بظ الجديدة العديد من طرق العرض والخصائص المتاحة فى مواقع إجتماعية أخرى، كخاصية الإعجاب ببعض المواد المنشورة التى كانت متوافرة فى موقع «فريند فيد» بالإضافة إلى فيس بوك. ويقول سيرجى برين المؤسس المساعد لجوجل أن بظ سوف يساعد على تقليل الهوة ما بين العمل والمتعة والرفاهية، وذلك عن طريق تقديم خدمة التواصل الاجتماعى. ويرى محللون أن الخطوة الأخيرة من جوجل هى محاولة للتنافس مع مواقع الشبكات الاجتماعية مثل فيس بوك وتويتر. بدأت جوجل فى إتاحة خدمة بظ بشكل تدريجى منذ اليوم الأول للإعلان عنه، حيث أعلنت أثناء الاحتفالية أن دعوة الدخول على خدمة بظ الاجتماعية قد ظهرت عند 1% من مستخدمى جى ميل البالغ عددهم 176 مليون مشترك حول العالم، وستظهر الخدمة الجديدة لدى بقية مستخدمى جى ميل فى مدة لا تزيد عن أسبوع واحد، لتصبح بذلك ثالث أكبر شبكة اجتماعية محتملة على الإنترنت بعد فيس بوك الذى يبلغ عدد مشتركيه 400 مليون مشترك ويليه موقع «تويتر» فى المركز الثانى، لتشكِّل خطرا مستقبليا كبيرا عليهما معا، بالإضافة إلى مواقع اجتماعية أخرى كبيرة ك«ماى سبيس» MySpace و«فليكر» Flickr وغيرهما. كيف تصل إليه؟ ستجد رابط «بظ» تحت مربع «صندوق الوارد» Inbox فى جى ميل، وستصل التنبيهات الجديدة من بظ على بريدك مباشرة بداخل صندوق الوارد، عن تعليق أحدهم على حالة قمت بوضعها أو صورة أو مقطع فيديو قمت بمشاركته، وعن الإضافات الجديدة التى تمت دعوتك لرؤيتها والاشتراك فيها عن طريق الأصدقاء، كما سيقوم بظ بإضافة قائمة أصدقائك الذين تراسلهم عن طريق جى ميل أو تتحدث معهم فى الدردشة المتاحة هناك بشكل آلى إلى حسابك الجديد فيه، لتستطيع بالضغط على مربعه أن تعرف جميع التطورات والأحداث الجديدة التى يشارك بها أصدقاؤك عبر بظ. ستتيح الخدمة الجديدة أيضا نوعا من المرشحات لما يتم عرضه من تحديثات الأصدقاء وما يتم تجاهله، وذلك عن طريق التعلم الذكى لتفضيلات المستخدمين ومتابعاتهم لتحديثات أشخاص بأعينهم، لتصبح تحديثات هؤلاء الأفراد لها الأولوية فى الظهور على صفحتك الشخصية، وتختفى تحديثات الأشخاص الذين لا تتواصل معهم ولا تدخل إلى صفحاتهم الشخصية إلا نادرا. بعد عدة محاولات تعتبر هذه هى المرة الأولى التى تعلن فيها شركة جوجل بشكل رسمى عن دخولها إلى عالم الشبكات الاجتماعية على الإنترنت، وإن كانت بدأت الخطوات فى هذا المجال منذ عام 2004 عندما قامت جوجل بإطلاق شبكة اجتماعية أطلقت عليها اسم «أوركت» Orkut، ولم تنجح هذه الشبكة على الإطلاق سوى فى البرازيل التى تلاقى فيها الشبكة نجاحا كبيرا، أما بقية دول العالم فلا تسمع فيها شيئا عن أوركت عادة، وفى العام الماضى قامت جوجل بالإطلاق التجريبى لخدمة «جوجل ويف» Google Wave وهى الخدمة التى اتخذت طابع الشبكة الاجتماعية ولكن لم تنل الشهرة أو الإقبال اللازمين، خصوصا وهى لاتزال فى الطور التجريبى حتى الآن، وتم إصدارها على صفحة خاصة بدعوات خاصة لإنشاء حسابات عليها، دون إلحاقها بخدمة جى ميل لتستفيد من قاعدة المشتركين العريضة فيها كما فعلت جوجل مؤخرا مع بظ، وردا على الإعلان الجديد من جوجل أصدر فيس بوك بيانا متحفظا للغاية يقول فيه: «نحن ندعم بشكل عام التقنية التى تساعد على تحويل الإنترنت إلى مكان أكثر اجتماعية وتجعل العالم أكثر انفتاحا، ونحن متشوقون لنرى كيفية أداء جوجل بظ مع مرور الوقت». شكاوى مبكرة وعلى الرغم من أنه لم يمر يومان على توفير أداة بظ الاجتماعية الجديدة على خدمة البريد المجانى جى ميل من جوجل، إلا أنه ظهرت العديد من الشكاوى المبكرة من قبل المستخدمين فيما يخص سرية البيانات والتحكم فى الأفراد الذى يقومون بتتبعهم عبر بظ، حيث شكا العديد من المستخدمين من خاصية الإضافة الآلية التى تقوم بها الخدمة الجديدة، خصوصا أن بعض الحسابات التى تضاف آليا قد تكون هناك خصومة حدثت بين المستخدم وبين صاحب الحساب الآخر، كما أن بعض المستخدمين توهموا أنهم لا يستطيعون التحكم فى المعلومات التى تنتقل إلى صفحة حسابهم الشخصى على جوجل الذى يظهر فى محركات البحث، واعتبر البعض هذا اختراقا للخصوصية والسرية المفترضة فى أداة تواصل اجتماعى يقدمها عملاق البحث على الإنترنت جوجل. الأمر الذى دفع جوجل إلى كتابة تدوينة جديدة على المدونة الرسمية الخاصة بالشركة بعد يومين من بدء الخدمة لتشرح للمستخدمين كيفية إخفاء معلوماتهم عن صفحات الحساب الشخصى التى تظهر على محركات البحث، حيث كتبت جوجل على المدونة على لسان تود جاكسون مدير مبيعات جى ميل وبظ: «لقد تلقينا عددا من الطلبات لإضافة بعض الخصائص الجديدة، ومن خلال آراء المستخدمين كان هناك قلق لدى البعض لاعتقادهم أن صفحاتهم الشخصية أصبحت علنية دون علمهم بذلك، وبالإضافة إلى ذلك شعر بعض المستخدمين الآخرين بالضيق لعدم قدرتهم على التحكم فى الأشخاص الذين يستطيعون تتبع أخبارهم، وعدم قدرتهم على حجب الأشخاص الذين لم يقوموا بإنشاء صفحة شخصية على جوجل من تتبعهم».