دعا رئيس الكتلة البرلمانية للحزب الاشتراكي الديمقراطي الشريك بالائتلاف الحاكم بألمانيا لعدم استبعاد إجراء مباحثات مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين تحت شروط معينة. وقال رولف موتسنيش لوكالة الأنباء الألمانية (د.ب.أ): "لا يمكن فرض مثل هذه المباحثات.. ولكن إذا كان الرئيس بوتين مستعدا لإجراء مباحثات يمكن الاعتماد عليها مع رؤساء دول وحكومات الاتحاد الأوروبي وكذلك مع حلف شمال الأطلسي ناتو، ومع أوكرانيا، فإنه يجب ألا يتم استبعاد ذلك بشكل أساسي". وشدد السياسي الألماني البارز على ضرورة ربط مثل هذه المباحثات بشروط إطارية ملموسة، وتابع قائلا: "والمستشار الألماني (أولاف شولتس) لديه خبرة كافية ليقرر مع الشركاء التوقيت الذي يرى فيه إجراء هذه المباحثات ". ولكن موتسنيش أشار إلى أنه لا يرى أي دور خاص لألمانيا في ذلك، وقال: "بل على العكس، فإنني أحذر من تولي دور خاص حاليا"، وبدلا من ذلك دعا لضرورة التوصل لاتفاقات وثيقة مع الشركاء. وأكد الاشتراكي الألماني قائلا: "لازلت أفترض أنه لن يتم حسم هذه الحرب من خلال نصر مطلق في ساحة المعركة، ولكن من خلال إجراء مباحثات ومفاوضات واتفاقات في النهاية"، لافتا إلى أنه تم إنهاء الحروب قديما بهذه الطريقة أيضا. وقال: "يجب أن نكون قادرين دائما على الاستفادة من إشارات معينة تشير إلى وقف إطلاق نار محتمل، للدخول في مباحثات دبلوماسية من جديد. لكن مثل هذه الإشارات ليست موجودة حاليا". يشار إلى أنه لم يكن هناك سوى اتصالات متفرقة بين الحلفاء الغربيين وروسيا منذ هجوم الأخيرة على أوكرانيا في فبراير الماضي. ومن جانبه صرح رئيس لجنة الشؤون الخارجية بالبرلمان الألماني "بوندستاج" بأن روسيا لا تزال عضوا دائما في مجلس الأمن الدولي، وستظل جزءا من مجموعة العشرين "جي20" وتنتمي أيضا لمنظمة الأمن والتعاون في أوروبا. وقال ميشائل روت لمجموعة صحف "ميندين جروبه بايرن" في تصريحات تم نشرها اليوم الخميس: "سواء راق لنا ذلك أم لا، فإنه يتعين علينا التحدث مع ممثلي روسيا ". وأعرب روت عن تشككه فيما إذا كانت المحادثات الهاتفية ستحفز بوتين على التنازل، واستدرك قائلا: "ولكن يتعين علينا مواجهة هذا الرجل بصورة دورية بأنه يوجد على طريق خاطئ قاتل". ومن جانبه أكد موتسنيش أنه لا يمكن تخفيف العقوبات التي تم فرضها ضد روسيا بسبب هجوم الأخيرة ضد أوكرانيا، إلا إذا كان هناك تغيير واضح في سياسة بوتين. وقال: "إذا قدمت روسيا عروضا لهدنة موثوقة، إذا كانت روسيا مستعدة لفتح ممر إنساني وإجراء مفاوضات يمكن الاعتماد عليها، حينئذ سيكون من الممكن أن يكون هناك نقاش سياسي بشأن تخفيف العقوبات"، مشددًا على ضرورة أن تسير الحكومة الأوكرانية في هذا الطريق أيضا. وأشار رئيس الكتلة البرلمانية للحزب الاشتراكي الديمقراطي بألمانيا إلى أن العقوبات ليست هدفا في حد ذاتها، ولكن من شأنها أن تؤدي إلى تغييرات في سلوك روسيا. وقال: "ولكنني لا أرى ذلك حاليا سواء في الناحية العسكرية أو السياسية".