وصل الرئيس الأمريكي جو بايدن، إلى إسرائيل اليوم الأربعاء، في مستهل جولة إقليمية في الشرق الأوسط هي الأولى له منذ تولى منصبه، وبدأ زيارته بالتأكيد على قوة وعمق العلاقات مع إسرائيل، وجدد الالتزام بأمنها، لكن الجميع يتطلع إلى المحطة المقبلة في جولته التي سيزور فيها السعودية في نهاية الأسبوع. وقال بايدن بعد وصوله إلى مطار بن جوريون قرب تل أبيب: "إن العلاقة (بين البلدين) أعمق وأقوى، من وجهة نظري، من أي وقت سابق". وأضاف: "إن العلاقة بين الشعب الإسرائيلي والشعب الأمريكي متجذرة". ورحب رئيس إسرائيل إسحاق هرتسوج، في كلمة من أرض مطار بن جوريون، بالزيارة التاريخية لبايدن، ووصفها بأنها تعكس عمق العلاقات والشراكة بين الجانبين. وقال إنه سيتم خلالها بحث المخاطر التي تمثلها إيران. كما رحب رئيس الوزراء يائير لابيد ببايدن، وقال إن الزيارة ستبحث بناء هيكلية أمنية واقتصادية جديدة في الشرق الأوسط. وقال هرتسوج: "تهب اليوم رياح السلام من شمال أفريقيا عبر البحر الأبيض المتوسط إلى الخليج"، في إشارة إلى روابط أوثق لإسرائيل مع عدد من الدول العربية. وأضاف هيرتسوج أن بايدن "صديق حقيقي" ومدافع قوي عن إسرائيل والشعب اليهودي طوال حياته. وخلال زيارته لإسرائيل، سيجري بايدن محادثات مع لابيد وهرتسوج وزعيم المعارضة بنيامين نتنياهو. كما سيجري محادثات مع الرئيس الفلسطيني محمود عباس في الضفة الغربية بعد غد الجمعة. وشاهد بايدن نظام القبة الحديدية الدفاعي الصاروخي، الذي ساعدت واشنطن في تمويله. وتوجه في المساء إلى نصب الهولوكوست التذكاري "ياد فاشيم" ووضع إكليلا من الزهور لإحياء ذكرى ضحايا المحرقة النازية. كما التقى باثنين من الناجين من الهولوكوست. ووقع في كتاب الضيوف بالنصب التذكاري في ختام زيارته. وصدر بيان مشترك لبايدن ولابيد، أعلنا فيه إطلاق تعاون استراتيجي في مجال التقنيات المتقدمة مع الاستفادة إلى أقصى قدر ممكن من إمكانيات الجانبين في المجال التكنولوجي، وإيجاد الحلول الجديدة للتحديات العالمية والترويج لجدول أعمال مشترك لدى المحافل الدولية. وبموجب ذلك سيتم إنشاء إطار لإقامة حوار تكنولوجي استراتيجي بقيادة مستشاري الأمن القومي، مع التركيز على التقنيات الاستراتيجية وعلى الحلول للتحديات العالمية، مثل التعامل مع أزمة المناخ وتحسين مدى الجاهزية للتعامل مع الأوبئة. ومن المتوقع، وفقا لصفحة رئيس الوزراء الإسرائيلي على موقع فيسبوك، أن يقوم أول وفد أمريكي يُعنى بالترويج لإطار الحوار التكنولوجي الاستراتيجي بزيارة إلى إسرائيل خلال الأشهر القليلة المقبلة. وقال البيت الأبيض إنه أثناء وجوده في إسرائيل، فإن بايدن "سيعزز التزام الولاياتالمتحدة الصارم بأمن إسرائيل وازدهارها". وستركز المحادثات أيضا على اندماج إسرائيل المتزايد في المنطقة. وخلال اجتماعه مع عباس، من المتوقع أن يؤكد بايدن دعمه لحل الدولتين بما يوفر للشعب الفلسطيني درجة مساوية من الأمن والحرية والفرص. إلا أن عملية السلام بين إسرائيل وفلسطين التي قد تفضي إلى مثل هذه النتيجة توقفت فعليا منذ 2014، ومن غير المتوقع أن تحييها زيارة بايدن. وبعد ذلك، سينتقل الرئيس الأمريكي إلى السعودية يوم الجمعة، حيث سيلتقي قادة المملكة في جدة ويحضر قمة لمجلس التعاون الخليجي.