شهدت مدينة المنصورة جريمة بشعة، صباح اليوم، بعدما أقدم طالب بكلية الآداب بجامعة المنصورة على طعن زميلته بسكين وذبحها، قبل أن يتمكن الأهالي من الإمساك به أمام أبواب الجامعة. وأصدرت جامعة المنصورة، بيانا صحفيا توضح حقيقة مقتل طالبة بجوار سور الجامعة وليس داخل الحرم الجامعي، مؤكدة أن الواقعة تمت خارج أسوار الجامعة، حيث تعدى أحد طلاب الجامعة على زميلته (نيرة أشرف) في كلية الآداب، بآلة حادة بالقرب من إحدى بوابات الجامعة، حيث تم القبض عليه من قبل قوات الشرطة المتواجدة أمام بوابة الجامعة. فيما أمر النائب العام، بمباشرة التحقيق العاجل في واقعة مقتل الطالبة نيرة، وسرعة إنجازه واستجواب المتهم فيها والتصرف قانونًا بها. في سياق متصل، أكد شهود عيان من أسرة الضحية أن الجاني تقدم لخطبتها أكثر من مرة ولكنها رفضته. وكانت ظهرت الضحية ملقاة على الأرض وغارقة في دمائها بعدما أقبل الجاني على ذبحها من منطقة الرقبة، خلال الفيديو الذي التقطه أحد المواطنين الشباب من إحدى المباني يرجح أنها جامعة المنصورة. * لماذا يقبل البعض على تصوير الجرائم؟ يقول الدكتور إبراهيم مجدي استشاري الطب النفسي، إن حادثة مقتل الطالبة نيرة مشابهة لحادثة ذبح مواطن بريء في الإسماعيلية، وأن إقبال الناس على تصوير الجرائم خلال حدوثها يرجع لاستهواء الناس لمشاهدة العنف، مشيرا إلى أن ذلك نابع في الغالب من تأثير المخدرات المخلقة التي تدفع صاحبها لارتكاب جرائم بشعة. وأضاف في تصريحات خاصة ل "الشروق"، أن غياب الأخلاقيات والاستخدام السيئ لمواقع التواصل الاجتماعي، يدفع الناس لتصوير الجرائم بدل من التحرك لمنعها، وأن التصوير في حد ذاته تصرف خارج عن المنطق، كونه ناتج عن الإثارة ودوافع حب تسجيل اللحظة، معتبرا أن الجريمة تعد من الجرائم الفردية، لأن الجاني أقبل على فعلته باستخدام سلاح كان يحمله معه وهو ما يثبت نيته المبيتة على تنفيذ الجريمة. ووجه مجدي حديثه للموطنين، ناصحا: "توقفوا عن مشاركة الفيديوهات والصور لأي جريمة بشعة لأنها تشجيع على ارتكاب العنف، فانتشار الفيديوهات والصور الدموية لشريحة أكثر من الناس يجعل تقليدها شيء أسهل في مخيلة الكثيرين". وفسر مجدي بطء تحرك المارة لنجدة الفتاة في هذه الواقعة بالتحديد، بأنه ناتج عن عدم قدرتهم على التدخل بسبب سرعة الجريمة وهول الموقف، ولأنهم لا يملكون سلاح للسيطرة على الجاني ولن يستطيعوا الاقتراب خوفا على تعرضها للإصابة، بالإضافة لذلك تعتبر تلك الحوادث غريبة على المجتمع المصري، وبالتالي لا يستطيع الناس التدخل بسرعة لإنقاذ المجني عليه، وربما يتدخلون بعد وقوع الجريمة لإنقاذ ما يمكن إنقاذه. واختتم الدكتور إبراهيم مجدي حديثه ل "الشروق" قائلا إنه في حال أظهرت التحقيقات إن الجاني كان تحت تأثير المخدرات وقت ارتكاب الجريمة، فيجب أن يتم معالجة ظاهرة انتشار المخدرات وخاصة المخدرات المخلقة (المخدرات المصنعة) التي تحتوي على نسب مخدرات أعلى من الموجودة في المخدرات الطبيعية تسبب هلاوس وضالات، وتعتبر سببا رئيسا في ارتكاب الجرائم البشعة التي ظهرت في المجتمع مؤخرا، مشيرا الى ان مخدرات المخلقة بدأت في الانتشار في مصر منذ عام 2015 وظهرت معها الجرائم البشعة، معبرا: "المخدرات المخلقة سبب الجرائم البشعة مؤخرا لأنها تجعل الشخص يرتكب جرائم في حق أشخاص يهيء له انه يعرفهم أو قضى معاهم فترة زمنية معينة".