- أدعو إلى تغيير وجه إفريقيا وتحقيق طموحات شعوبها عبر توفير بنية أساسية للقارة - احتجنا ما بين 400 إلى 500 مليار دولار لتطوير البنية التحتية خلال 7 سنوات بمصر - إفريقيا تمتلك أكبر معدل نمو سكاني وأكبر عدد من الشباب في قارات العالم بالكامل - الربط بين دول القارة الإفريقية ضرورة لتلبية طموحات شعوبها وآمال شبابها - تحويل مليون فدان إلى أرض قابلة للزراعة يحتاج إلى 30 مليار دولار - الأمن والاستقرار ضرورة لتأمين استثمارات القطاع الخاص والأجنبي - إفريقيا لن تعبر ما هي فيه إلا بتكاملنا جميعًا وتجاوز أي خلافات دعا الرئيس عبدالفتاح السيسي إلى تغيير وجه القارة الإفريقية وتحقيق طموحات شعوبها عبر توفير بنية أساسية من طرق وكهرباء ومشروعات مختلفة، مؤكدًا ضرورة أن تضع الدول الإفريقية آليات وخطوات ملموسة لتحقيق حلم القارة في تغيير واقعها وتطويره. وتساءل الرئيس، في مداخلة خلال الجلسة الحوارية بعنوان "إفريقيا في مواجهة الصدمات الخارجية والتحديات الداخلية"، ضمن الاجتماعات السنوية ال 29 للبنك الإفريقي للتصدير والاستيراد (أفركسيم) لعام 2022: "هل البنوك بالدول الكبرى مستعدة لتقديم قروض لإفريقيا لتطوير بنيتها التحتية من أجل تنميتها؟". وقال الرئيس إن مجموعة العشرين التي تضم أكبر الاقتصادات في العالم، هي مجموعة قليلة من الدول قياسًا بعدد دول العالم، وإن قدراتها الاقتصادية تضعها في مرتبة متميزة، وتساءل الرئيس السيسي عن مصير باقي دول العالم التي لا تمتلك المكانة الاقتصادية لدول مجموعة العشرين. وأضاف أن جائحة كورونا كانت كاشفة حيث أظهرت عدم قدرة بعض الدول على الوصول إلى مكانة تلك الدول، متسائلًا: "هل البنية التحتية في إفريقيا جاهزة للتطوير وانطلاق دول القارة نحو الأفضل". وتابع: "إنني أتحدث من واقع مصر التي تطور البنية التحتية فيها، فقد احتجنا مبلغًا يتراوح ما بين 400 إلى 500 مليار دولار لتطوير البنية التحتية خلال السنوات الماضية، لافتًا إلى أن مشروعات التطوير كانت على ما نسبته 10 إلى 12% من مساحة مصر فقط. وأوضح الرئيس عبدالفتاح السيسي أن المقارنات والبيانات هي التي تعطينا فرصة للتعرف على الحقائق والاستنتاجات والأهداف حول التنمية، مضيفا أن العالم يضم 20 دولة غنية فقط، بما يعني أن 20 دولة حول العالم هي من تستطيع من خلال قدراتها الاقتصادية والصناعية أن تكون في هذه المرتبة المتميزة، ولكن باقي دول العالم ماذا سيكون مصيرها؟. وتساءل الرئيس السيسي: هل البنية الأساسية في القارة الإفريقية جاهزة لتلبية الطموحات والآمال التي تتمناها الشعوب؟. وأضاف الرئيس: "أنا سأعطيكم مثالًا عن مصر.. عندما نتحدث على مصر وإيجاد بنية أساسية مناسبة لها حتى تنطلق للعمل للأفضل، احتجنا خلال السبع سنوات الماضية إلى نحو 400 إلى 500 مليار دولار، وأنا أتحدث على دولة مساحتها حوالي مليون كيلومتر مربع، وما تم كان فقط على 10 أو 12% من مساحتها. وأشار الرئيس إلى أن مساحة القارة الإفريقية تبلغ 30 مليون كيلو متر مربع، متسائلًا: ما هي تكلفة البنية الأساسية التي تمكن دول القارة من تحقيق التكامل وما هي مصادر تمويلها؟، مضيفًا: "إنني هنا أتحدث عن التكامل بين دول القارة الإفريقية". ولفت الرئيس السيسي إلى أنه سبق وأن أكد منذ 5 سنوات خلال زيارته إلى ألمانيا، حيث قال: إنه في حال الرغبة لتغيير وجه القارة الإفريقية لتصبح قادرة على تلبية طموحات شعوبها وآمال شبابها فهي تحتاج فقط إلى إنشاء بنية أساسية، سواء مشروعات للطاقة الكهربائية أو الطرق والسكك الحديدة، أو الموانئ والمطارات. ونبه الرئيس السيسي إلى أن التحدي الأول أمام القارة الإفريقية يتمثل في إيجاد بنية أساسية قارية، مجددًا التأكيد على ذلك أمام الحضور في الجلسة الحوارية لأنهم المعنيون بالمال والاقتصاد وبالأمل في إفريقيا. ونوه الرئيس السيسي إلى أن القارة الإفريقية تمتلك أكبر معدل نمو سكاني وأكبر عدد من الشباب في قارات العالم بالكامل، متسائلًا: كيف ستتحقق أحلام هؤلاء الشباب ونحن غير قادرين على الربط بين دول القارة سواء عبر الطرق أو السكك الحديدة أو خطوط الطيران؟. وأوضح أن السياسيين معنيون بالتعرف أثناء تنفيذ أي تخطيط على قدراتهم الاقتصادية، وضرب مثالًا بدولة أوكرانيا، متسائلًا: أوكرانيا تنتج 60 مليون طن قمح، ومساحتها 600 ألف كيلو متر مربع، هل استطاعت أن تصبح مزرعة كبيرة وتنتج هذا الكم بسبب الإرادة السياسية أم بسبب قدرات متواجدة على الأرض؟. ونوه الرئيس إلى أن أوكرانيا تمتلك البينة الأساسية المطلوبة للزراعة من كهرباء وطرق ومصارف وتكنولوجيا للزراعة المتقدمة حتى الصوامع المتواجدة تخزن 5 ملايين طن، وهو حجم التصريف الشهري لهم أمام طلب العالم، ما يعني أنها نفذت بنية أساسية هائلة.. وتساءل الرئيس: تنفيذ البنية الأساسية كم استغرق من الوقت والمال؟. ونبه الرئيس السيسي إلى بعض الدول الإفريقية تمتلك قدرات للزراعة أكثر من أوكرانيا، واستدرك قائلًا: "لكن هل لدى أحد معلومة أنه من أجل زراعة مليون فدان نحتاج إلى توافر كهرباء خاصة بها وتتكلف أموالًا ضخمة وطرقًا وسككًا حديدية وتكنولوجيا زراعية حديثة". وقال الرئيس إنه يوجد أشقاء لمصر يمتلكون حوالي 200 مليون فدان قابلين للزراعة ولم يتم زراعتها، متسائلًا في الوقت نفسه عن السبب وراء عدم زراعتها، قائلًا: "أي دولة ستحتاج من أجل تحويل مليون فدان إلى أرض قابلة للزراعة إلى أكثر من 150 مليار جنيه بما يعادل حوالي 30 مليار دولار". وأشار الرئيس السيسي إلى أن هذه الأرقام التي يتحدث عنها يتم بالفعل دفعها في مصر، مضيفًا أن هذه التكلفة يتم صرفها من أجل تحويل مليون فدان من أرض غير قابلة للزراعة لأرض قابلة للزراعة. وأضاف: أن القضية ليست في وجود موارد طبيعية، لافتًا إلى أنه في حالة الذهاب لأي دولة إفريقية من أجل العمل على الصناعات الأولية مثل القيمة المضافة للنحاس أو الحديد سنحتاج إلى الكهرباء والمصانع والطرق والسكك الحديدية من أجل تحويلها من مادة خام موجودة في الأرض إلى قيمة مضافة لأي دولة ثم يتم تصديرها وبالتالي ستحتاج إلى أموال واستثمارات ضخمة جدًا. وشدد على ضرورة توفير التمويل اللازم من أجل بنية أساسية تحقق التنمية المطلوبة في القارة الإفريقية، مؤكدًا على أهمية الأمن والاستقرار من أجل تأمين تكلفة الائتمان فالقطاع الخاص والأجنبي يرفض الاستثمار في أي دولة لا تنعم بالاستقرار والأمن.. وقال إن تحقيق الأمن والاستقرار له أهمية كبيرة لتحقيق الأسس والركائز لأي تغيير مناسب في أي دولة إفريقية. وقال الرئيس عبدالفتاح السيسي إننا نواجه مشكلة تتمثل في تلبية طموحات الشعوب التي تريد تحقيق آمالها وأحلامها بأسرع وقت ممكن، دون النظر إلى قدرة الدولة على تحقيق هذه المطالب في منظور زمني مناسب، وبالتالي تتمثل الإشكالية في وجود زمن متاح وليس فقط إرادة أو خطط. وتساءل: كيف يمكن اليوم تحقيق الاستقرار والأمن للشعوب التي تحلم هي وشبابها بتحقيق الآمال والطموحات، مقارنة بقدرة الدولة على تنفيذ هذه الآمال والطموحات؟. وتابع قائلًا: "نحو 200 دولة في العالم منها فقط 20 دولة غنية، ما يعني أن 10% فقط يمتلكون القدرة الاقتصادية ويحتلون مراتب متميزة على مستوى العالم.. كم دولة من الدول الإفريقية ضمن ال 20 دولة الغنية على مستوى العالم، وهنا أتحدث على أكثر من 55 دولة إفريقية؟". ونبه الرئيس السيسي إلى استحالة تقدم أي دولة في حالة غياب الاستقرار والأمن عنها، سواء كان خطة أو استهدافًا أو عدم وعي الناس، ولكن في النهاية أقول: إن الحالة التي تصنف بها بلادنا هي استقرار أو عدم استقرار، فتحقيق آمال الدول وطموحاتها مرهون بتحقيق الأمن والاستقرار فيها.. ولفت إلى أن القطاع الخاص في أي دولة يحتاج إلى الاستقرار والأمن والمستثمر دائمًا يخشى على أمواله. وقال الرئيس عبدالفتاح السيسي إن الأمن والاستقرار من أهم التحديات التي تواجه أي دولة، مؤكدًا أن تكامل الدول لا يعتمد فقط على الإرادة السياسية ولكن يشمل فهم قدراتنا المشتركة التي ستعود علينا جميعا بالنفع لو تكاملنا مع دول الجوار ودول القارة بالكامل. وأضاف الرئيس: "إنني أحلم أيضًا لإفريقيا وليس لمصر فقط.. لأن من حق شعوبها أن تعيش بشكل أفضل وتحقق أحلامها وأحلام شبابها". وتابع: أنا بحلم أيضًا لإفريقيا ولو أعطيتني يا رب لن أترك دولة إلا وأساعدها... إن إفريقيا لن تعبر ما هي فيه إلا بتكاملنا جميعًا وأن تكون قلوبنا متكاتفة ونتجاوز أي خلافات أو مشاكل من أجل مستقبل نغير فيه الواقع الحالي أملًا في مستقبل أفضل. وفي ختام كلمته، دعا الرئيس السيسي رجال الأعمال إلى الاهتمام بالقارة الإفريقية قائلا: "أقول لمجتمع المال والمصارف إن إفريقيا أمانة في رقابكم.. والمليار مواطن إفريقي أيضا أمانة في رقابكم".