لمساعدة ذوي الإعاقة البصرية ومحاولة إكسابهم أبسط حقوقهم وهو الحق في التعلم، أصدر طالبات كلية الآداب قسم اللغة الإسبانية، مشروع التخرج برنامج الترجمة الخاصة / الساعات المعتمدة كتاب Aula 1 internacional بطريقة برايل، وهو أحد أهم الكتب التعليمية للغة الإسبانية المستخدمة للمركز الثقافي الإسباني. وتواصلت الشروق، مع الطالبات ليروين تفاصيل أكثر عن المشروع، نرصدها في السطور التالية. وتقول تقى محمد: "تعاونا نحن 6 طالبات من الفرقة الرابعه بكلية الآداب قسم اللغة الإسبانية برنامج الساعات المعتمده، في مشروع تخرج تحت إشراف د. حمود أنور دكتور مادة ترجمة لغة برايل بجامعة القاهرة، برعاية د. جيهان أمين رئيسة قسم اللغة الإسبانية ومنسق برنامج الترجمة التخصصية باللغة الإسبانية بجامعة القاهرة". وتابعت تقى: "فكرة المشروع هي إطلاق أول إصدار من كتاب Aula 1 internacional بطريقة برايل كتاب Aula 1 internacional و هو كتاب تعليمي للغة الإسبانية وهذا هو الجزء الاول منه مستوى A1 في اللغة يعني بدايةً من الحروف والكلمات حتى تكوين أبسط الجمل وبه جزء تدريبات". وأضافت: "يتناول الكتاب الدروس الموجودة فيه بطريقة مواضيع وحوارات محادثة ويعتمد على الصور لوصف الأشياء والمواضيع التي يتحدث عنها كل وحدة فيه بتتكلم عن موضوع معين ويطبق فيه قواعد اللغة ليتعرف الطالب فيه على كلمات جديدة". واستكلمت الطالبة منة أحمد: "تهيئة الكتاب إلى طريقة برايل تمت علي خطوات، أولها أننا بحثنا علي نسخ للكتاب pdf لكي نتمكن من تحويلة إلى word، وبعد ذلك قسمنا الكتاب على 6 أجزاء بحيث كل شخص يأخذ جزء خاص به يقوم بتهيأته، وقمنا بتحويله إلى word حتى يمكننا التعديل به". وذلك من خلال تطبيق envision Ai وبدأنا العمل عليه بطرق مختلفة مثل: - وصف الصور والرسومات التي توجد فالكتاب باللغة العربيه لأن الكتاب مستوى مبتدئين. - وصف غلاف الكتاب كان من العقبات التي واجهتنا لأن غلاف الكتاب ليس له علاقة بمحتوى الكتاب، وطريقة عرض صورة الغلاف لم تكن سهله فقد قمنا بعمل مجسم لغلاف الكتاب لتسهيل معرفة الصورة. - إعادة كتابة الجداول إذا وجدت وكتابة الكلام المتواجد في الأعمدة والمربعات. - إعادة تنظيم الصفحات وذلك نظرا لتحويله من pdf إلى word فهناك بعض السطور التي يتعين علينا ترتيبها - وصف الرموز والخرائط كانت من العقبات التي واجهتنا وكانت توجد أحياء سكنية أيضا اضطررنا إلى عمل مجسمات لها باستخدام "الفوم" حتى نتمكن من وصفها وفي نفس الوقت لا نجيب على الأسئلة التي على الطالب إجابتها. - كتبنا ترقيم الصفحات بالأرقام والحروف وقمنا بعمل فهرس. - بعد الانتهاء من الكتاب قمنا بإرسال أجزاء الكتاب إلى دكتور محمود حتى يتمكن من تجميعه ومراجعته والتأكد من علامات الترقيم والمسافات. - عند الانتهاء من المراجعه تم طباعة الكتاب بطريقة برايل ولكن على 5 أجزاء؛ نظراً لاختلاف عدد الصفحات بطريقة برايل عن العادي فهي تشغل حجم أكبر ولكن بالرغم من ذلك تمت طباعة جميع الأجزاء في يوم. وتابعت الحديث الطالبة مريم محسن، أن الفكرة جاءت من دراسة مادة ترجمة لغة إشارة وطريقة برايل في السنة الثالثة من الجامعة، وكان ذلك مقرر اختياري قمنا باختياره وفي هذه المادة تعلمنا الكثير عن عالم ذوي الإعاقة البصرية وأهم احتياجاتهم، وجذب انتباهنا معاناتهم في الحصول على المادة العلمية بطريقة برايل ومن هنا جاءت الفكرة أن نساعد في تهيئة أهم الكتب التعليمية في اللغة الإسبانية بطريقة برايل، والسبب الثاني لاختيارنا هذا الموضوع هو أننا أردنا أن ندمج ذوي الاعاقة البصرية في قسم اللغة الإسبانية. وعن التعاون بين الفريق أثناء الإعداد للمشروع، تقول هند وليد: "نبدأ هذا السؤال بدور الأستاذ المشرف لأنه بدونه لم يكن لهذا المشروع وجود، ساعدنا في الكثير من الأشياء بداية من دراسة المادة والتي كانت السبب في هذه الفكرة مروراً بالتعليمات التي يجب اتباعها لتهيئة الكتاب وحتى إصدار الكتاب وطباعته". وتابعت: "بالنسبة لفريق العمل كان اختلاف آرائنا هو السبب في تميزنا وإنتاج المزيد من الأفكار ، فبالرغم من اختلاف وجهات النظر إلا أنها ساعدتنا كثيرا في تنفيذ أكثر من فكرة". وقالت الطالبة آيه أحمد، إن الهدف الأساسي للمشروع تسهيل العملية التعليمية لذوي الإعاقة البصرية بحيث تتوفر لديهم نسخ من كتب المبصرين ولكن بطريقة برايل ليقوموا بدراستها دون الاستعانة بأحد أو بذل جهد مضاعف لقراءتها من خلال البرامج الناطقة، عن طريق: - نشر اللغة الإسبانية بأكثر من طريقة على نطاق واسع. - الكتاب سيكون مفيد لكلا من الأساتذة والطلاب الغير مبصرين. - إدماج ذوي الاعاقة البصرية إلى قسم اللغة الإسبانية بجامعة القاهرة. وأكملت الحديث الطالبة رحمه زكريا، قائلة: "في بداية عملنا على المشروع لم نتوقع الصدى الكبير الذي حققه حاليا، ولكن ما حدث أعطانا مؤشر مؤكد أن الدولة توجه اهتماما حقيقيا بقضايا ذوي الإعاقة بشكل عام والمكفوفين بشكل خاص". وأكملت:" بالتالي مشروعنا هو الخطوة الأولى في طريق سيكمله بعدنا أشخاص آخرون، وقد يكون لمشروعنا مساهمات مستقبلية تخص ذوي الإعاقة، ولا نمانع في تهيئة المزيد من الكتب بغرض تسهيل المادة العلمية ونشر اللغة الإسبانية، لأن الفكرة تحولت بالنسبة لنا من مشروع دراسي إلى قضية إنسانية ورغبة حقيقية في بناء عالم أفضل لأصدقائنا من ذوي الإعاقات". وأضافت: "نطمح أن نقوم بإصدار كتب أخرى و أن نضع هذا الكتاب في مكتبة المركز الثقافي الإسباني و جميع الجامعات التي تدرس اللغة الإسبانية ليكون لدى الطلاب ذوي الإعاقة البصرية مواد علمية مهيئة لهم". واستطرت: "نرغب في التعاون مع أي دار نشر للكتب لمساعدة ذوي الإعاقة البصرية في مجال تعلم اللغة الإسبانية، حيث أصبح لدينا خبرة بكيفية تحويل الكتب بطريقه تناسبهم، ونأمل أن تستكمل بقية الأجيال ما بدأناه سواء في مجال اللغات أو غيره و نشر الفكرة ويكون لدينا وعي اتجاه ذوي الإعاقات فمن حق كل شخص ذوي إعاقة -ايا كان نوعها- أن تتوفر له أبسط حقوقه وهي مادة علمية يتعلم ويرتقي بها كغيره وأن يشعر بالمساواة بين الطلبة ولا تكون عملية التعلم بالنسبة له عقبة كبيرة". وعن مدى صعوبة دراسة اللغة الإسبانية، تقول رحمة، إن أي لغة في بداية دراستها تكون صعبة بسبب اختلاف طريقة نطق الحروف والمفردات والتراكيب بالإضافة لقواعد النحو الخاصة بها، ولكن مع مرور الوقت وبالتعود تصبح أسهل خصوصا اللغة الإسبانية التي هي من أكتر اللغات انتشارا على مستوى العالم وينطق بها حوالي 22 دولة، وتعلم اللغة في حد ذاته ممتع جدا؛ لأننا من خلالها نتعرف على ثقافات الدول التي تتحدث بها حضاريا وإنسانيا، وبالتالي يحدث نوع من التقارب الفكري والوجداني المطلوب جدا حاليا.