استعرض الدكتور عمرو عبد المنعم، الباحث في شئون الحركات الإرهابية والمتطرفة، قصَّة مواجهة الشيخ الذهبي لأفكار جماعة التكفير والهجرة، موضحًا أسباب ازدراء وكُره هؤلاء للشيخ الذهبي إلى أن اغتالوه بأخسّ وأحط وأحقر عملية اغتيال عرفها التاريخ الحديث والمعاصر. وأضاف عبد المنعم، في كلمة بعنوان «لماذا قتلوني؟»، خلال مشاركته في فعاليات الجلسة الثالثة «تجديد الخطاب الديني ودَوره في مواجهة التطرف» في مؤتمر «التطرف الديني: المنطلقات الفكرية واستراتيجيات المواجهة»، الذي ينظمه مركز سلام التابع لدار الإفتاء المصرية والأمانة العامة لدور وهيئات الإفتاء في العالم، مضيفًا أن هذه العملية لم تكن الأُولى من نوعها لهذه الفئة الضالة المعتدية على شريعة الإسلام، بل سبقتها مهاجمة معهد الموسيقى العربية، ومحاولة اختطاف عبد الحليم نويرة مدير المعهد؛ لأنه صهر السادات، ومسرح فريد الأطرش، ووضع عبوة ناسفة أمام سينما سفنكس، وتأسيس ما يُعرف بالكتيبة الخضراء لضرب المنشقين عن الجماعة أو «المرتدين» على حدِّ وصف جماعة التطرف. وعرض رؤى الشيخ محمد حسين الذهبي واجتهاداته التجديدية لمواجهة التطرف الديني في عدة نقاط، منها بعض الإسرائيليات التي دخلت الحديث والتفسير ويجب بيانها وتنقيتها، والانحراف في فكر وسلوك الشباب موطن التأويل الخاطئ والبيان المضلل أمر يجب مواجهته، وكذلك يجب إحياء رسالة المسجد فردًا وأسرة ومجتمعًا وأمة، كما يجب أن يعي المفتي النصَّ بعد البحث والتقصي في أحوال الناس، وأيضًا التحذير من التصدر للعلم فلا يحمل شعار العلم والعلماء إلا من له خلق سليم، فضلًا عن وجوب معالجة مشاكل الشباب بصورة أشمل وأوسع من خلال برامج تربوية وتثقيفية وإعلامية. وينعقد مؤتمر سلام لدراسات التطرف الديني بعنوان «المنطلقات الفكرية.. واستراتيجية المواجهة» الذي ينظمه مركز سلام لدراسات التطرف التابع لدار الافتاء المصرية حتى غدًا، تحت رعاية الدكتور مصطفى مدبولي رئيس مجلس الوزراء وبحضور عالمي يضم مفتي الدول الإسلامية وعلماء المسلمين من جميع أنحاء العالم.