نجا رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون، الاثنين، من تصويت بحجب الثقة، دعا إليه حزب المحافظين الحاكم، بعد تورّطه بسلسلة فضائح، بما في ذلك فضيحة الحفلات "بارتي جيت". ونقلت هيئة الإذاعة البريطانية (بي بي سي) عن مقربين من جونسون تأكيدهم نجاة رئيس الوزراء البريطاني من التصويت بحجب الثقة بين أعضاء حزبه المحافظين. وقال نيك إيردلي مراسل (بي.بي.سي) السياسي على تويتر: "مصادر مقربة من رئيس الوزراء واثقة من فوزه في التصويت". وقاوم جونسون على مدى أشهر الدعوات لاستقالته بعدما بات على أثر الفضيحة التي تعرف ب"بارتي جيت"، أول رئيس وزراء بريطاني يخرق القانون وهو في منصبه. وكان ناطق باسم "داونينج ستريت" اعتبر أن التصويت سيشكّل "فرصة لإنهاء أشهر من التكهّنات والسماح للحكومة بوضع حدّ للأمر والمضيّ قدماً، والوفاء بأولويات الشعب"، بحسب موقع "الشرق" الإخباري. وأضاف: "يرحّب رئيس الوزراء بفرصة عرض قضيته على النواب، وسيذكّرهم بأنه لن تكون هناك قوة سياسية هائلة، عندما يتحدون ويركّزون على القضايا التي تهم الناخبين"، كما أفادت وكالة "رويترز". وأعلنت وزيرة الخارجية البريطانية ليز تراس، أنها تدعم جونسون في التصويت، و"شجعت بشدة الزملاء على مساندته". وتابعت أنه "أوفى بوعده وحقق تعافياً من كوفيد-19 ودعم أوكرانيا في مواجهة العدوان الروسي. وقد اعتذر عن الأخطاء المُرتكبة. علينا الآن التركيز على النموّ الاقتصادي". كذلك قال وزير المالية البريطاني، ريشي سوناك، إنه يدعم قيادة جونسون، إذ كتب على تويتر: "من خطة اللقاح (المضاد لكورونا) إلى ردّنا على العدوان الروسي، أظهر رئيس الوزراء قيادة قوية تحتاجها بلادنا. أنا أدعمه اليوم وسأواصل دعمه بينما نركّز على تنمية الاقتصاد، ومعالجة تكاليف المعيشة وتصفية متأخرات كوفيد". ويُعتبر سوناك وتراس مرشّحين لتولّي رئاسة الوزراء مستقبلاً، بحسب "رويترز". وفي خطاب أرسله إلى نوابه دافع جونسون عن الإنجازات التي حققها خلال ولايته، بما فيها خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي ومحاربة جائحة كوفيد ودعم أوكرانيا. وكتب قبل لقاء نواب حزب المحافظين شخصياً قبل عملية التصويت: "الليلة لدينا فرصة لإنهاء أسابيع من التكهنات الإعلامية ودفع هذا البلد إلى الأمام، الآن، كحزب موحد". لكن حجم الانشقاق في حزب المحافظين ظهر في خطاب استقالة لاذع من جون بنروز "نصير مكافحة الفساد" ورسالة احتجاج أخرى من الحليف القديم لجونسون جيسي نورمان. وكتب نورمان أن نفي رئيس الوزراء ل"بارتي جيت" كان "بغيضاً"، محذراً من أن حزب المحافظين يخاطر بخسارة الانتخابات العامة المقبلة المقرر إجراؤها بحلول العام 2024. وأكد الوزير السابق جيريمي هانت، الذي خسر أمام جونسون في آخر منافسة على قيادة الحزب عام 2019 ومن المتوقع أن يترشح مجدداً إذا أطيح جونسون، أنه سيصوت ضده. وكتب هانت على تويتر: "أعضاء البرلمان المحافظون يعرفون أننا لا نعطي الشعب البريطاني القيادة التي يستحقها". وبعد نتائج مخيبة للآمال في الانتخابات المحلية في مايو، من المتوقع أن يخسر الحزب في انتخابات فرعية تشمل دائرتين هذا الشهر، إحداهما كانت مقعدا مضمونا للمحافظين. وقبيل التصويت أظهر استطلاع للرأي أجرته مؤسسة "أوبينين" أن 59 % من الناخبين يعتقدون أن على حزب المحافظين التخلي عنه كزعيم، بينما بلغت النسبة بين المحافظين 34%. وقوبل جونسون بصيحات استهجان، الجمعة، من حشود تجمعت خارج كاتدرائية القديس بولس، قبل قداس في مناسبة اليوبيل البلاتيني للملكة إليزابيث الثانية. ورفض عضو حزب المحافظين جايكوب ريس-موج، وهو حليف لرئيس الوزراء، صيحات الاستهجان هذه وأصر على أن جونسون يمكن أن يبقى مع أصغر أكثرية ممكنة. وقال لمحطة "سكاي نيوز" البريطانية إن التصويت في حد ذاته يشكل "روتيناً سياسياً" رافضاً الحد الأدنى، الذي تم التوصل إليه لتنظيم الاقتراع باعتباره "حداً منخفضاً نسبياً ويسهل الوصول إليه". وقال رئيس "لجنة 1922"، المسؤولة عن التنظيم في حزب المحافظين، جراهام برايدي إنه "تم تجاوز عتبة 15 % من الفريق البرلماني الساعي للتصويت على الثقة في زعيم الحزب المحافظ".