شنت السلطات الإثيوبية حملة قمع كاسحة ضد ميليشيا "فانو" في منطقة أمهرة، وهى حليفتها السابقة خلال الصراع بإقليم تيجراي، أدت إلى اعتقال أكثر من 4000 شخص، بينهم 19 صحفي ونشطاء وجنرال سابق. وذكرت صحيفة "جارديان" البريطانية في تقرير لها اليوم الاثنين، أن ميليشيا "فانو" لعبت دورا رئيسيا بجانب الجيش الفيدرالي الإثيوبي في صد تقدم الجبهة الشعبية لتحرير تيجراي باتجاه الجنوب عبر منطقة أمهرة في نوفمبر الماضي. وأضافت الصحيفة أن الحكومة الإثيوبية بذلت محاولات لنزع سلاح وتسريح ميليشيا فانو، مما أدى إلى سلسلة من الاشتباكات مع قوات الأمن الإقليمية. وأعلن مسؤول أمني بولاية أمهرة عن الاعتقالات الأسبوع الماضي، وقال لوسائل إعلام محلية إن 200 من أفراد القوات شبه العسكرية اعتقلوا للاشتباه في قيامهم بعمليات قتل والانخراط في "أنشطة غير مشروعة" أخرى. بدورها، قالت الحكومة الفيدرالية في بيان، إنها "تتخذ مجموعة واسعة من الإجراءات في أمهرة ضد الجماعات المتورطة في تجارة الأسلحة غير المشروعة، ونهب وتدمير ممتلكات الأفراد، والقتل، وإثارة الصراع". ووفقا للجنة حقوق الإنسان الإثيوبية، تم القبض على ما لا يقل عن 19 صحفياً في الاعتقالات الجماعية. من جهته، وصف دانييل بيكيلي، رئيس لجنة حقوق الإنسان، السبت الماضي، اعتقال الصحفيين بأنه "انحدار جديد"، مضيفا: "قانون الإعلام الإثيوبي يحظر بشكل واضح الاحتجاز السابق للمحاكمة لأي جريمة مزعومة ارتكبت، ويجب إطلاق سراح جميع الإعلاميين المحتجزين". ومن بين المعتقلين العميد تيفيرا مامو، الذي قاد قوات أمن منطقة الأمهرة حتى فبراير الماضي، والذى تم القبض عليه بعد وقت قصير من إجراء مقابلة إعلامية انتقد فيها حزب الازدهار الحاكم برئاسة رئيس الوزراء الأثيوبي آبي أحمد وتعامله مع الصراع مع الجبهة الشعبية لتحريرتيجراي. ومثل تيفيرا أمام المحكمة العليا في منطقة الأمهرة في 20 مايو الجاري، بتهمة محاولة تفكيك الدستور، وظل رهن الحبس الاحتياطي 10 أيام. ونقلت "جارديان" عن مقاتل من "فانو" في بلدة لاليبيلا التاريخية إنه وأعضاء الميليشيات الآخرون يختبئون حاليا لأنهم يخشون الاعتقال"، متحدثا عن "اعتقال العديد من أصدقائه"، مشيرا إلي أن الحكومة الإثيوبية تتصرف بدكتاتورية لأنها تريد السيطرة على منطقة أمهرة البالغ عدد سكانها 30 مليون نسمة، واتهمها بالسعي لإفقار هؤلاء السكان.