ما جرى داخل جماعة الإخوان المسلمين فى بداية عام 2010 مثل برأى المراقبين زلزالا مدويا لم تعرفه الجماعة على الأقل خلال الخمسين عاما الأخيرة. وعلى مدى أسابيع عدة كانت أخبار الجماعة التى تعتبر فى رأى البعض «محظورة» وغير شرعية، تحتل الصفحات الأولى من صحف الحكومة التى تتعامل مع الإخوان على أنها جماعة خارج نطاق الشرعية، بل إن وزير الداخلية اللواء حبيب العادلى اعترف فى حوار تليفزيونى بأنه كان يتابع انتخابات مكتب الإرشاد الأخيرة. ولعل أبرز ما أسفرت عنه الأحداث الساخنة فى الجماعة هو الإطاحة بإحدى قياداتها الكبيرة من جيل الوسط وهو الدكتور عبدالمنعم أبوالفتوح أحد رموز ما يعرف بالتيار الإصلاحى داخل الإخوان، وذلك عبر انتخابات جرت داخل مكتب الإرشاد صاحبها الكثير من الجدل. وفى السطور القادمة تقدم «الشروق» شهادتين عما جرى داخل الجماعة، الأولى يطرحها الدكتور عبدالمنعم أبوالفتوح عضو مكتب الإرشاد سابقا، والثانية للمهندس أبوالعلا ماضى وهو قيادة إخوانية سابقة من الجيل ذاته غير أنه خرج على الإطار التنظيمى للجماعة معلنا عن تأسيس حزب الوسط الذى لم يحصل على موافقة لجنة شئون الأحزاب حتى الآن. وهذا ما جرى داخل الجماعة، وما سيجرى فى المستقبل المنظور حسب ما يرصده اثنان ممن مروا على المواقع القيادية فى الجماعة.