"هنمشي كلبك واشتري وقتك"، جملة انتشرت على مواقع التواصل الاجتماعي بين ليلة وضحاها، ظن الكثيرون أن من أطلقها هي شركة تعمل في مجال العناية بالحيوانات، أو فريق كبير مهتم بتمشية الكلاب، لكن في الحقيقة من أطلقها هي فتاة صغيرة عاشقة للكلاب تبلغ من العمر 11 عاما فقط. كبرت "جاسمين" وهي ترى والدتها التي تعمل مرشدة سياحية للروس بالبحر الأحمر، تهتم بالحيوانات، حيث كانت تنقذ الأم أي جرو صغير وتعطيه اللبن والطعام حتى يشب، ثم يتبناه أحد الأشخاص في المنطقة حيث يعيشون، وهكذا كانت تفعل الأم أيضا مع القطط، ولهذا أحبت جاسمين الحيوانات منذ إدراكها للحياة، وأصبح لديها لغة خاصة بينهم. تقول أميرة حسين والدة جاسمين، ل"الشروق": "تحب ابنتي أي حيوان يتحرك على الأرض وخاصة الكلاب، ولذلك أطلقت مشروع (جو دوج) لتمشية الكلاب، فنحن نسكن بمنطقة بالبحر الأحمر يعيش بها العديد من الأجانب الذين لديهم كلاب يريدون تمشيتها، وجاءت لجاسمين الفكرة من تعاملها الدائم مع الكلاب في المنطقة وحبها لها". وأضافت: "كنت ضد فكرة المشروع، كما عارض والدها أيضا، فقال لجاسمين إحنا مش بنشحت، ولكن كانت دائما تسبقنا بخطوة، فقد أقنعتنا بالفكرة، وفي النهاية وافقنا لكي تفعل ما تحبه". اكتسبت جاسمين جرأتها وحبها للعمل من ممارستها لرياضة الجمباز واشتراكها في بطولات الجمهورية منذ سن صغيرة، هذا بجانب تعاملها مع العديد من السياح الروس بحسب عمل والدتها، مما أضاف على شخصيتها القوة والإصرار على ما تريد، هذا بحسب ما قالته أميرة ل"الشروق". عندما أرادت جاسمين بدء مشروعها لم يكن لديها أي أموال لطباعة الورق الذي تريد أن تكتب عليه إعلانها، فعرض عليها شقيقها الأصغر عبدالرحمن الذي يبلغ من العمر 9 أعوام، أن يقرضها 50 جنيها "تحويشة العمر"، كما عرضت شقيقتها حلا التي تبلغ من العمر 14 عاما التصميم والتسويق، فتكاتف الأخوة ليقوموا بطبع ورق مكتوب عليه: "عايز تمشي كلبك! ومش لاقي وقت تنزل بيه؟ كلمنا.. إحنا فريق (جو دوج)، هنمشي كلبك واشتري وقتك"، ثم قاموا بتوزيعه يدا بيد على سكان المنطقة التي يعيشون بها. لم تتوقع جاسمين أو عائلتها رد الفعل الكبير الذي تلقوه من رواد السوشيال ميديا على المشروع، خاصة وأن عمره لم يتجاوز الأسبوع، حيث قالت والدتها: "وصلتنا العديد من الاتصالات من القاهرة والإسكندرية والعديد من المحافظات المصرية الأخرى للاعتناء بكلابهم، كما وردتنا أيضا اتصالات من مزارع كلاب يريدون التعاون معنا". سعدت جاسمين وعائلتها من اتصالات الأطفال من مختلف محافظات مصر الذين يريدون الاشتراك في المشروع للعناية بالكلاب، حيث أكدت والدة جاسمين سعادتها باتصال أكثر من حضانة بهم لكي تقوم جاسمين بالتحدث مع الأطفال عن الرحمة بالحيوان، وهو مبدأ لابد وأن يطبق في المجتمع، حتى لا نرى أي شخص يقوم بتعذيب كلب أو حيوان. تقول أميرة: "الفكرة نجحت لإخلاص جاسمين وحبها الصادق للحيوانات، فالناس شعروا بذلك، ولأنها أيضا فكرة طفولية بحتة وتم تنفيذها بهذا الشكل البسيط فجذبت الناس إليها، وحاليا نعمل على تصميم تطبيق لينضم إلينا كل من يريد أن يعمل بالفريق من المحافظات المختلفة، وقريبا سنعقد إيفينت في الجونة وفي أكثر من مكان لنشر فكرة الرحمة بالحيوان على أوسع نطاق".