عقد وزير الخارجية السعودي الأمير فيصل بن فرحان بن عبدالله ، في الرياض اليوم الإثنين، مباحثات مع نائب رئيس الوزراء وزير الخارجية التايلاندي دون برامودويناي، ناقشا خلالها الارتقاء بالعلاقات بين البلدين إلى آفاق أرحب بعد انقطاعها لمدة 30 عاما من التوتر بسبب أزمة سرقة مجوهرات من قصر سعودي. وذكرت وكالة الأنباء السعودية "واس" أن الجانبين السعودي والتايلاندي "استعرضا خلال اللقاء العلاقات الثنائية التي تربط البلدين الصديقين وسبل تعزيزها وتطويرها والارتقاء بها إلى آفاق أرحب في شتى المجالات"، إضافة إلى" تبادل وجهات النظر حيال القضايا الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك". وأضافت "واس" أن اللقاء تم على هامش منتدى الاستثمار السعودي التايلاندي الذي عقد اليوم في العاصمة الرياض". وشارك وزير الخارجية السعودي، ونائب رئيس الوزراء التايلاندي، ووزير الاستثمار السعودي المهندس خالد بن عبدالعزيز الفالح، في الجلسة الافتتاحية للمنتدى، التي ناقشت تعزيز الشراكة في القطاعات الاستثمارية الواعدة بين البلدين في مجالات الصناعة والسياحة والمشاريع الكبرى المرتبطة برؤية المملكة 2030، فضلا عن استعراض تطورات البيئة الاستثمارية في المملكة وتايلاند، بحسب "واس". كما شهد وزير الخارجية السعودي، ونائب رئيس الوزراء التايلندي خلال المنتدى التوقيع على عددٍ من مذكرات التفاهم بين القطاعين العام والخاص في البلدين الصديقين، لتشمل تطوير مجالات التعاون المختلف. كما اجتمع بن فرحان، ونائب رئيس الوزراء التايلاندي مع رجال الأعمال في البلدين الصديقين لاستكشاف فرص التعاون والشراكة والاطلاع على الفرص الواعدة للمستثمرين. كانت السعودية وتايلاند أعلنتا في 25 كانون ثان/يناير الماضي عودة العلاقات الدبلوماسية، بعد أكثر من ثلاثة عقود من التوتر بسبب أزمة سرقة مجوهرات من قصر سعودي. ففي عام 1989، سرق عامل نظافة تايلاندي المولد، يُدعى كريانجكراي تيشامونج، مجوهرات تبلغ قيمتها حوالي 20 مليون دولار من منزل أمير سعودي. وعلى إثر ذلك وقعت سلسلة من جرائم القتل في بانكوك، وسط خلاف كبير بين الدولتين حول ما أطلق عليه اسم "قضية الماسة الزرقاء". وأعلن البلدان في بيان مشترك في 26 كانون ثان/يناير "إعادة العلاقات الدبلوماسية بشكل كامل"، خلال زيارة رئيس الوزراء التايلاندي، برايوت تشان أو تشا، إلى الرياض. وسعت تايلاند مرارًا إلى استعادة العلاقات، جزئيًا لإفادة صناعة السياحة الحيوية فيها. واتهمت السعودية منذ فترة طويلة الشرطة التايلاندية بإفساد تحقيقها في سرقة المجوهرات. وأعادت الشرطة التايلاندية في وقت لاحق بعض المجوهرات، لكن المسؤولين السعوديين اكتشفوا أن معظمها كانت مزيفة، في حين أن مكان أثمن الأحجار الكريمة المفقودة، وهو ماسة زرقاء نادرة، لا يزال مجهولاً. وأرسلت الرياض رجل أعمال للتحقيق في عام 1990 لكنه اختفى في بانكوك بعد أيام من مقتل ثلاثة دبلوماسيين سعوديين بالرصاص في المدينة. وفي عام 2014، وبسبب نقص الأدلة، أُسقطت قضية ضد خمسة رجال، بينهم شرطي تايلاندي كبير، متهم بالتورط في مقتل رجل الأعمال السعودي. وقال المتحدث باسم الحكومة التايلاندية، ثاناكورن وانجبونكونجشانا، إن برايوت أعرب عن أسفه لأحداث 1989 و1990، ووعد بإعادة فتح التحقيقات إذا ظهرت أي أدلة جديدة. وقضى كريانجكراي أقل من ثلاثة أعوام في السجن، ولكنه باع معظم الأحجار الكريمة قبل اعتقاله، وأصبح راهبًا في عام 2016.