تراجع جيش الاحتلال الإسرائيلي، عن اللهجة التي تحدّث بها نهارًا بشأن عملية اغتيال الصحفية الفلسطينية شيرين أبو عاقلة، وذلك في أعقاب موجة تنديد واسعة بشأن جريمة الاغتيال التي وقعت في مخيم جنين. ففي الوقت الذي لمّح جيش الاحتلال نهارًا في أول تعقيب على عملية الاغتيال، بأن عناصر فلسطينية مسلحة وفق زعمه قد تكون من أطلقت النيران، فقد أصدر مساء اليوم، بيانًا تحدّث فيه عن فتح تحقيق على يد ما أسماه فريقًا مهنيًّا مختصًا. وقال جيش الاحتلال، في تغريدة عبر تويتر، إنه "لا نستبعد أي من الفرضيات"، بما يعني أنه لا يستبعد أن تكون قواته وراء تنفيذ العملية، في خطوة قد يكون سببها موجات التنديد والإدانة واسعة النطاق، التي أثيرت في أعقاب العملية. واستشهدت شيرين بنيران قناصة الاحتلال بينما كانت تهم بتغطية عملية اقتحام قوات الاحتلال لمخيم جنين، وهو اعتداء دأبت قوات الاحتلال على ارتكابه على مدار الفترات الماضية. وأثارت الجريمة التي باتت توصف على صعيد واسع بأنها "اغتيال"، ردود أفعال منددة على مستوى العالم، فيما حاول جيش الاحتلال إبعاد الاتهامات عن نفسه، مدعيًّا أنّه من غير المستبعد أن تكون عناصر فلسطينية مسلحة وفق زعمه، هي من أطلقت النيران. إلا أن اللقطات التي وثّقت جريمة الاغتيال دحضت مزاعم الاحتلال، بجانب روايات شهود العيان والصحفيين المرافقين للشهيدة شيرين، الذين أكّدوا أنهم كانوا يرتدون السترة التي تُظهر هويتهم الصحفية بما في ذلك شيرين أيضًا، كما أنهم كانوا في منطقة مكشوفة. وظهر دليل آخر وفق تلك الشهادات، موثق أيضًا بلقطات الجريمة، وهي أن إطلاق النار ظل مستمرًا أثناء محاولة أحد الشبان سحب الشهيدة شيرين وهي ممدة على الأرض.