"والله ما هنسيب حقها احنا اشتكينا للنيابة"، هذه كلمات أسرة مارينا صلاح، ضحية الإهمال الطبي، البالغة من العمر 29 عاما، ابنة مركز سمالوط بمحافظة المنيا، والتي لفظت أنفاسها الأخيرة أثناء وضع صبغة بإحدى عينيها لإجراء أشعة بأحد المراكز الطبية المتخصصة بالقاهرة، أثناء تشييع جنازته بمسقط رأسها بقرية قلوصنا ، مركز سمالوط محافظة المنيا. وقال رامز، زوج مارينا صلاح، ضحية الإهمال الطبي: "قررت اصطحاب زوجتي إلى مستشفى مشهور بالقاهرة لعمل أشعة على عينيها، ودخلنا المستشفى، فوجئت بتدهور شديد، وبدون مبرر، وكانوا يمنعونني من الدخول، حتى خرجت لي في حالة إعياء شديدة، قائلة انقذني.. انقذني، ولما ساءت الحالة سمحوا لي برؤيتها وطلبوا مني نقلها للعناية المركزة بمستشفى أخرى". ويضيف الزوج: "فوجئت بتدهور شديد للحالة، وجسمها كله أزرق ومنفوخ وأنا خلاص شفت منظرها عرفت الدنيا فيها إيه، وكنت بحاول أعمل أي حاجة عشان أنقذها وعلى الفور قام بنقلها إلى مستشفى آخر غير الذي كانت توجد به، بسبب عدم وجود غرفة رعاية مركزة، حيث تم نقلها وأجهزة جسدها جميعها شبه متوقفة تمامًا.. القلب كان واقف والرئتين". وأوضح زوج الضحية، أنه على الرغم من أن الأطباء كانوا يخبرونهم بأن حالتها الصحية تتحسن بشكل تدريجي، لكنهم تفاجأوا بأنها لفظت أنفاسها الأخيرة وتُوفيت، مضيفا: "ما رضيوش يدونا التقرير بتاعها وعملنا بلاغ لشرطة النجدة ومحضر، والموضوع مش هيعدي بالساهل". وأضاف والد زوج مارينا صلاح، إن زوجة ابني الضحية ، سافرت مع زوجها لأحد المراكز الطبية الشهيرة، لإجراء الفحوصات والأشعة على العين، مؤكدا أنه تم وضع صبغة بعينها، تسببت بمشاكل لها ما دفع العاملين لإعطائها حقنة لوقف الألم، دون إجراء اختبار حساسية لها، وهو ما عرضها لتوقف عضلة القلب ووفاتها. وقال الدكتور تامر مايز، ابن خالة زوج مارينا صلاح، إنها ذهبت إلى مستشفى كاخصصة في العيون، لعمل فحوصات طبية على العين، وبعد الكشف طلبت الطبيبة المختصة عمل أشعة صبغة، ومن المفترض أن يتم عمل اختبار حساسية قبل الأشعة، ولكن لم يحدث ذلك على الإطلاق، مشيرًا إلى أنه تم منع زوجها رامز من الدخول بجانبها. وأضاف أن هذا الوضع استغرق ثلث ساعة، حتى جاء طبيب، ودخلت مارينا مرة أخرى لعمل بعض الإسعافات لها بعد دخولها في حالة إغماء، مؤكدًا أنه عندما دخل غرفة مارينا للاطمئنان عليها كونه طبيبًا، وجد عددا كبيرا من الأطباء، مما أثار القلق والتوتر الشديد لديه، خاصة بعد أن شاهد تورم جسد مارينا نتيجة الحساسية. وأشار ابن خالة زوج مارينا صلاح، ضحية الخطأ الطبي، إلى أن المستشفى لم يكن به عناية مركزة لإنقاذ مثل تلك الحالات الحرجة، وهذا يضع علامة استفهام كبيرة حول عدم وجود عناية مركزه داخل المستشفى. وعلى الفور تم نقلها إلى مستشفى مجاور للمستشفى الذي كانت به؛ لأن به عناية مركزة لإنقاذ الحالة بعد تدهورها، ولكن مارينا كانت متوفاة إكلينيكيا، قبل خروجها من مستشفى العيون. وأكد فريد جلال، محامي أسرة ضحية الخطأ الطبي مارينا صلاح، إنه عقب وفاتها تم تحرير محضر بقسم النزهة، وجارٍ التحقيق في الواقعة، موضحا أن الدكتور خالد عبد الغفار، القائم بأعمال وزير الصحة، أمر بتشكيل لجنة للتحقيق، وكشف تفاصيل ما حدث من إهمال طبي أدّى إلى وفاة مارينا صلاح. وأضاف المحامي أن جميع الجهات المعنية تواصلت معهم، لعدم ضياع حق مارينا التي توفيت بسبب الإهمال الطبي، موضحا أنه تم تسجيل شكوى بإدارة العلاج الحر، وجار متابعة التحقيقات، وهناك استجابة وسرعة كبيرة من الجهات المعنية.