منذ الحلقة الأولى من عرضه، أصبح مسلسل "الاختيار 3" الذي يؤرخ لمرحلة هامة من تاريخ مصر، موضع اهتمام الكثيرين، وأبدى المشاهدون إعجابهم بملامح الشخصيات التي بدت وكأنها حقيقة وليست مجرد تمثيل. حاورت "الشروق"، الماكيير أحمد مصطفى، ليروي تفاصيل كواليس عمل المكياج لفريق عمل المسلسل. وإلى نص الحوار: • كيف جاء اختيارك للعمل في مسلسل الاختيار 3؟ - جاء ترشيحي للعمل عن طريق دكتور بيتر ميمي، الذي عملت معه في أكثر من عمل قبل ذلك، من ضمنها مسلسل الاختيار الجزء الأول والثاني، وكنت المسؤول عن كل ما يتعلق بالمكياج، وليس الذقن فقط، بينما كانت بداية العمل بيننا في مسلسل "كلبش"، حيث استعان بي لعمل ذقن للفنان أمير كرارة، وبعدما أثبتّ براعتي في هذا الأمر، توطدت العلاقة بيننا، فاستعان بي في فيلم "كازابلانكا". • كيف استطعت رسم ملامح الشخصيات بدقة على الفنانين؟ - بدأنا العمل مع الممثلين الذين تم اختيارهم، بالصور التي جهزها كلا من الاستايلست والإخراج، على الفترة الزمنية 2012 - 2013 بالضبط، أما بالنسبة للأدوار الثانوية كان يتم اختيارهم، حسب أقرب شكل للشخصية، بحيث يظهر المكياج بأفضل شكل، مثل الذقون والرموش والشوارب؛ لأننا اعتمدنا في الأول والآخر على شغل المكياج بالألوان وليس التركيب، وحاولنا تقريب الشكل بالألوان. أما الفنان ياسر جلال، استطاع أن يضيف لملامح المكياج قدرة هائلة من العمل على عضلات الوجه، وتوظيفها بالشكل الصحيح، فنجح نجاحا باهرا، وأخذنا معه في طريق النجاح. • ما هي الصعوبات التي واجهتها أثناء العمل؟ وما هي الشخصية التي أرهقتك وأخذت جهدا كبيرا للوصول إلى ملامح الشخصية الحقيقية؟ - ليس هناك صعوبات، إنما كان عامل الوقت هو مصدر الضغط، ومن أكثر الشخصيات التي احتاجت إلى وقت أطول، الفنان خالد الصاوي "خيرت الشاطر"، وكذلك "جلال المره" عضو حزب النور، الذي قام بدوره الفنان "طارق الريحان"، وأيضا شخصية "محمود عزت" للفنان مجدي سعيد، فكان معظم الوقت نستغرقه في عمل الذقن والشعر بطريقة معينة. ومسألة الشوارب والذقون صعبة طبعا؛ لأننا نعمل شغلا يدويا "شعراية شعراية"، وهذا النوع من العمل مرهق جدا، لأنه يتطلب حفظ "الراكور" بشكل صحيح وبمنتهى الدقة، كما أننا لا نعمل على شخصية واحدة، بل كان هناك مشاهد فيها 20 ممثلا، وبالتالي كان للفريق دور كبير في إخراج الشكل النهائي. وبالنسبة لباقي الشخصيات، كنا نفهم الخطوات التي نسير عليها والحمد لله بدأنا العمل معهم. معي فريق على قدر من الكفاءة، فلست وحدي من قام بهذا العمل، بل ساعدني كل فرد في الفريق، وكنا نسير جميعا على منهج واحد، على سبيل المثال، كنت أقوم بعمل الاختبارات الأولى ورسم الشخصيات وإخراج الشكل الخاص بها، ثم يأتي دورهم بعد ذلك في تنفيذها. • هل شاركت في اختيار شخصيات المسلسل؟ - لا. فالأستاذ إبراهيم فرج هو المكلف باختيار الكاستينج، والأدوار الثانوية والنجوم طبعا بالاشتراك مع المخرج، وكانوا يحاولون قدر الإمكان اختيار الناس الأقرب للشكل، ونحن بدورنا نحاول تقريب الشكل، وهذا كان سبب المصداقية التي ظهرت في شخصيات المسلسل. • ما شعورك بعد مشاركتك في هذا العمل الكبير؟ - شرف عظيم أن أشارك في حدث عظيم يوثق فترة هامة من تاريخ مصر، وبفضل الله كان المكياج عاملا مهما ومؤثرا في المسلسل، وهذا ضمن الأشياء التي سعدت بها جدا. • ماذا عن مشوارك في عالم المكياج؟ - بدأت شغلي في المكياج وأنا صغير جدا في فترة التسعينات، وكنت بالمرحلة الإعدادية، حيث كنت أعمل في فترة الاجازة مع خالي "أحمد مرتضى"، وبعد ذلك بدأت بالعمل مع أكثر من ماكيير حتى أكرمني الله بالعمل مع الأب الروحي لي الأستاذ محمد يوسف، وبدأنا المشوار، وأول عمل شاركت فيه بشكل أساسي كان مسلسل "واحة الغروب" مع الأستاذة كاملة أبو ذكري، والاستايلست ريم العدل. بعد ذلك، بدأت مشواري وكنت الماكيير الخاص بأحمد عز، وبعدها عملت مع دكتور بيتر في أكثر من عمل، وبدأ المشوار الحقيقي من هنا، لكن الأساس والشغل الأهم الذي شاركت فيه بمفردي كان فيلم "الخلية" لأحمد عز. • ماذا عن أقسام المهنة ودورها في خدمة الدراما؟ - كل قسم له أهميته، فنحن فريق وكل فرد له مهمة خاصة عليه إنجازها، بداية من الملابس للأستاذ حسن مصطفى، والكوافير محمود عبدالمنعم، والكوافيرات الخاصة بالنجوم محمد سعد مع أستاذ ياسر جلال، محمد بوجي مع أستاذ صبري فواز، كل هؤلاء كانت لهم أهمية كبيرة بالنسبة لنا، والإخراج مثلا، كل فرد في الفريق ملزم بإنجاز عمله وتسليمه إلى زميله، وكل ذلك تحت إشراف دكتور بيتر ميمي. • ماذا عن مشاركتك في بعض أعمال الدراما الرمضانية الأخرى؟ - شاركت هذا العام في مسلسلي "الاختيار" و"جزيرة غمام"، وكذلك الفنان حماده هلال بمسلسل "المداح"، شغل الذقون فقط، وكذلك مسلسل "العائدون" بالذقون فقط أيضا، والفكرة أنني تميزت في عمل الذقون والشوارب "هاند ميد" "بنعملها شعرة شعرة"، وهناك بعض الأعمال التي أشارك فيها بعمل الذقون والشوارب، حتى لو كان فيها ماكيير مختص بالمكياج، وذلك حسب رغبة المخرج أو الاستايلست. • ماذا عن طموحاتك في عالم المكياج؟ - طموحاتي تزيد، وأحاول التطوير قدر الإمكان في المكياج مثلما حدث في شغل الذقون والشوارب، وأتمنى أن يعود قسم الميكاج مرة أخرى في معهد السينما بدلا من أن يكون مجرد مادة تدرس؛ لأنها نقطة مهمة. في الفترة السابقة لم يكن هناك إقبال على قسم المكياج، لكن أعتقد هذا العام، وبعد التطور الذي شهده عالم المكياج، أن يتحمس الشباب للمجال ودراسته، وأتمنى كذلك أن يكون هناك كورسات، وكذلك تبادل خبرات بيننا وبين الغرب؛ حتى نعرف التطورات وكل ما هو جديد والمواد الأفضل، الذي سيصنع فارقا كبيرا في عالم السينما والتلفزيون.