أفادت هيئة الإذاعة البريطانية "بي.بي.سي"، اليوم السبت، نقلا عن شهود عيان بأن السلطات الإثيوبية دمرت رفات مئات الأشخاص عمدا في حملة منظمة للتخلص من أدلة التطهير العرقي في غرب إقليم تيجراي الإثيوبي. وقال الشهود إنه تم التعرف على أشخاص ينتمون لقوات الأمن من منطقة أمهرة المجاورة غرب تيجراي، وهم يقومون بنبش مقابر جماعية، وإخراج رفات مئات الجثث، وحرقها، ثم نقل ما تبقى من المنطقة. وكانت منظمتا العفو الدولية و"هيومن رايتس ووتش" الحقوقيتان قد اتهمتا في تقارير حديثة، مسؤولي أمهرة وقوات الأمن بالوقوف وراء حملة تطهير عرقي ضد أهالي تيجراي. ويأتي ذلك قبل نشر فريق تحقيق مستقل تابع للأمم المتحدة بقيادة المدعية السابقة للمحكمة الجنائية الدولية فاتو بنسودة. وفي ديسمبر الماضي، أصدر مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة قرارا بإجراء تحقيق مستقل في الفظائع التي ارتكبتها جميع الأطراف المنخرطة في النزاع بإثيوبيا. وفي تصويت في مارس الماضي، فشلت محاولة إثيوبيا لمنع تمويل لجنة التحقيق، ودعمت روسيا والصين محاولة الحكومة الإثيوبية منع التمويل عن فريق التحقيق. وقال شهود عيان إنه بعد ثلاثة أيام من الموافقة على التمويل، بدأت حملة لتدمير الأدلة على الفظائع في غرب تيجراي. وذكر شاهد من جماعة ويلكيات الإثنية التي تقطن بلدة حميرة: "في قطعة الأرض الواقعة خلف مدرسة هاميلي هاموشتي في بلدة حميرة، دفنت 200 جثة لمدنيين من عرقية تيجراي في مقبرتين جماعيتين"، مضيفا أن الجثث تعود لمدنيين ذُبحوا في الأشهر الأولى من الحرب". وأضاف الشاهد: "في 4 أبريل الماضي استخرجت ميليشيات الأمهرة ومجموعة شباب من "ميليشيا الفانو" الرفات، وقاموا بجمع الحطب ورش شيء لم نره من قبل وأحرقوا البقايا التي جمعوها وتحولت إلى رماد". وكانت هذه الشهادة متوافقة مع ما قاله شهود عيان آخرون عن نفس الحادث. وذكر شهود عيان أن ميليشيا الأمهرة وشباب فانو دمروا رفات جثث مدفونة في جزء آخر من حميرة. وقال شاهد آخر إن "الجثث لمدنيين عرضوا في موكب من معسكرات الاعتقال، وكان هناك نحو 100 جثة مدفونة بشكل جماعي خلف أرض المكتب العام لمعهد حميرة الزراعي"، مضيفا: "أخذوا الرفات إلى مجمع المعهد وحولوها إلى رماد باستخدام الخشب والنار والمواد الكيميائية التي لا نعرفها، وأثناء قيامهم بذلك، كانت وجوههم مغطاة بأقنعة وارتدوا قفازات". ووصف شهود عيان في أديباي وهي بلدة أخرى في غرب تيجراي كيفية التخلص من الأدلة عن طريق نقل الرفات البشرية. وقال أحد سكان أديباي "في صباح يوم 10 أبريل (الماضي) حفرت مليشيات الأمهرة المقابر الجماعية الأربعة في كنيسة القديس أبونا أرقاوي". وأضاف: "كان يوجد 150 جثة لمدنيين قتلوا في موجة التطهير العرقي في أغسطس الماضي، قاموا بتحميل الجثث في شاحنة ولا نعرف أين أخذوا الرفات". وذكر شهود عيان أخرون أنه تم حفر مقبرة جماعية أخرى في نفس اليوم خلف المكتب الإداري للحكومة المحلية في أديباي، ويزعم أن 39 مدنيا دفنوا هناك في أكتوبر 2021 بعد القبض عليهم في بلدة أدي جوشو ثم ضبطوا وهم يحاولون الفرار، وبحسب الشهادات، تم تحميل الرفات في شاحنة ونقلها إلى مكان مجهول. وفي بلدة بيكر، الواقعة بين تركان ورويان، وصف شهود عيان آخرون نشاطا مشابها، حيق قال شاهد عيان من البلدة إن الجثث تخص 70 مدنيا اعتقلوا في بيكر وقد ذبحوا قبل 9 اشهر. وأوضح: "في 11 أبريل، أخرجت ميليشيا الأمهرة الرفات من القبور ونقلتها إلى مدينة سانجا في منطقة الأمهرة". وقال شهود عيان إن حملة التخلص من الأدلة بدأت في 4 أبريل الماضي وأشرف عليها خبراء من جامعة جوندر بمنطقة أمهرة. وأشار شاهد عيان إلى أن كل شيء بدء بعد زيارة خبراء من جامعة جوندر، قائلا: " جاؤوا بشاحنات محملة بالمواد الكيميائية في علب بيضاء"، وأضاف: "تخلصوا من الرفات ثم عادوا". ولم تعلق الجامعة على هذه الشهادات. ولم يرد مكتب رئيس الوزراء الاثيوبي آبي أحمد على طلب للتعليق، لكن حاكم منطقة أمهرة الإثيوبية أجيجنهو تيشاجر نفي الاتهامات بشأن الإتلاف المتعمد للأدلة. كما رفض أجيجنهو تقارير التطهير العرقي في غرب تيجراي بما في ذلك تلك الواردة في تقارير منظمتي العفو الدولية وهيومن رايتس ووتش، ووصفها بال"كاذبة".