حذّر الرئيس الصيني شي جين بينج، أي شخص من التشكيك في سياسة البلاد بشأن التعامل مع فيروس كورونا المستجد والمعروفة باسم «صفر كوفيد»، وسط سخط عام من عمليات الإغلاق الصارمة. وفي اجتماع ترأسه الزعيم شي، تعهدت اللجنة الدائمة للمكتب السياسي للحزب الشيوعي الحاكم ب"الالتزام الثابت بالسياسة العامة المتمثلة في ديناميكية صفر كوفيد، والمواجهة بحزم ضد أي أقوال وأفعال تشوه أو تشك أو تنكر سياسات بلادنا للوقاية من الوباء"، وفق شبكة الحرة. وتلك هي المرة الأولى التي يدلي فيها الرئيس الصيني بتصريحات علنية حول معركة الصين ضد كوفيد منذ اندلاع الغضب العام بشأن الإغلاق القاسي في شنجهاي. وقالت اللجنة المكونة من سبعة أعضاء، وفقا لوكالة أنباء الصين «شينخوا»: «استراتيجيتنا للوقاية والسيطرة تحددها طبيعة الحزب ومهمته، ويمكن لسياساتنا أن تصمد أمام اختبار التاريخ، وإجراءاتنا علمية وفعالة». وجاء في البيان: «لقد ربحنا معركة الدفاع عن ووهان، وسنكون بالتأكيد قادرين على الانتصار في معركة الدفاع عن شنجهاي». وعلى مدار الأسابيع الخمسة الماضية، لجأ العديد من سكان شنجهاي إلى وسائل التواصل الاجتماعي لطلب المساعدة والتنفيس عن غضبهم من النقص الحاد في الغذاء وعدم الحصول على الرعاية الطبية غير المتعلقة بالوباء. واحتج البعض من نوافذهم، حيث قرعوا الأواني والمقالي وصرخوا بإحباط حتى اشتبك آخرون مع الشرطة والعاملين الصحيين في الشوارع - وهو مشهد نادر في بلد يتم فيه قمع المعارضة بشكل روتيني. وبالنسبة للمحللين الذين راقبوا السياسة الصينية منذ فترة طويلة، فإن التحذير الصارم هو علامة على وجود تراجع داخلي ضد سياسة شي الخاصة بمكافحة كوفيد. وكتب المدير المشارك في مشروع «تشاينا ميديا بروجيكت» ديفيد باندورسكي: «يجب قراءة تلك اللغة على أنها انتقاد مباشر لقادة غير محددين من الحزب الشيوعي الصيني الذين شككوا في السياسات أو الذين لم ينجحوا بما يكفي في تطبيقها». وأضاف: «من الصعب ألا تلاحظ أن في حديثه عن "ادعاء الفضيلة" إدانة للقادة في شنجهاي». كما أثارت التداعيات الاقتصادية الخطيرة مخاوف الاقتصاديين والمديرين التنفيذيين للشركات، لا سيما بالنظر إلى دور شنجهاي كمركز مالي رائد في البلاد ومركز رئيسي للتصنيع والشحن. وفي أبريل الماضي، انكمش قطاع الخدمات بالصين، الذي يمثل أكثر من نصف الناتج المحلي الإجمالي للبلاد وأكثر من 40% من العمالة بثاني أكبر وتيرة على الإطلاق، في حين انكمش قطاع التصنيع أيضا. ومع انتشار متحور أوميكرون في أجزاء أخرى من الصين، تسارع الحكومات المحلية لفرض عمليات إغلاق سريعة استجابةً لعدد قليل من الحالات. وفي بكين، حيث تم الإبلاغ عن أكثر من 500 حالة منذ 20 أبريل، يخشى السكان من إغلاق على غرار شنجهاي مع فرض السلطات قيودًا متزايدة. لكن البيان الأخير الصادر عن كبار قادة البلاد أوضح أن الحكومة الصينية تضاعف من نهجها في الاعتماد على عمليات الإغلاق السريع والاختبار الشامل والحجر الصحي لسحق المتحور شديد الانتقال في المستقبل المنظور.