لم تعلن أوكرانيا بشكل مباشر مسؤوليتها عن الهجمات التي وقعت على الأراضي الروسية، لكنها وصفت سلسلة التفجيرات في جنوبروسيا، الأربعاء الماضي، بأنها ثمن تدفعه موسكو التي شنت الغزو. وفي الأول من أبريل الماضي، اشتعلت النيران في أحد مستودعات الوقود في مدينة بيلغورود الروسية، بعد لحظات من التقاط فيديو يظهر صواريخ أطلقتها مروحيات مجهولة تحلق على ارتفاع منخفض، على بعد حوالي 24كم من الحدود الأوكرانية، وفي 27 أبريل، أعلن حاكم بيلغورود اندلاع حريق في مستودع ذخيرة بالمنطقة. كانت هذه الهجمات وغيرها المماثلة التي استهدفت الداخل الروسي واحدة من أكثر التطورات العسكرية إثارة للاهتمام والأكثر غموضا في الشهر الأخير من الحرب. بحسب صحيفة "نيويورك تايمز"، فقد كان لا يمكن تصور مثل هذه الأفعال الجريئة من أوكرانيا، في حال إذا كانت هي من أقدمت على تنفيذ تلك العمليات، وقالت: «أطلق أحدهم صفارات الإنذار الأولى على الأراضي الروسية منذ الحرب العالمية الثانية». من جانبها، لم تقدم أوكرانيا أي اعترافات رسمية، لكنها بدلا من ذلك لمحت إلى احتمال تنفيذها ذلك، حيث قال مسؤول إن الحرائق كانت مجرد "كارما" سيئة لروسيا. ووصف مسؤول أوكراني كبير سياسة حكومته بشأن الضربات داخل روسيا ب"سياسة الغموض الاستراتيجي". وقال المستشار الرئاسي الأوكراني أوليكسي أريستوفيتش: «نحن لا نؤكد ولا ننفي». وبحسب نيويورك تايمز، فإن الضربات التي تستهدف موسكو تتخذ شكلين؛ هجوم عسكري واضح بطائرات هليكوبتر تحلق على ارتفاع منخفض بالقرب من الحدود، وأعمال تخريبية في العمق الروسي. وبالإضافة إلى غارة المروحية، كان هناك ما لا يقل عن ثلاثة حرائق أخرى في مواقع عسكرية، والتي قال محللون عسكريون إنها "من المحتمل جدًا أن تكون عن قصد". وتشير بعض الحرائق بوضوح إلى هجوم أو عمل تخريبي مثل الحرائق التي اندلعت في تتابع سريع في خزانات الوقود في بريانسك في 25 أبريل. وقال مسؤولون في منطقة بريانسك، التي تقع على الحدود مع أوكرانياوبيلاروسيا، إن الدفاعات الجوية الروسية منعت طائرة أوكرانية من دخول المنطقة، السبت، مضيفة أن القصف أصاب أجزاء من محطة للنفط. وصرح حاكم منطقة كورسك الروسية رومان ستاروفويت، بأنّ عدة قذائف أُطلقت من أوكرانيا اليوم على نقطة تفتيش بالقرب من حدودها جنوبي بريانسك، مضيفا في مقطع فيديو عبر قناته على تيليغرام أنه لم تقع إصابات أو أضرار. لكن على جانب آخر، ظلت حرائق أخرى غامضة، ولم تشير أي من روسيا أو أوكرانيا إلى علاقتها بالحرب. وقد ينتج عن تصعيد الهجمات على روسيا تداعيات بعيدة المدى، وقد يؤثر على الرأي العام الروسي بشأن الحرب، أو يدفع الكرملين لتصعيد حدة ضرباته على أوكرانيا، وفقا للصحيفة التي نقلت عنها شبكة الحرة. وتوضح الصحيفة إنه إذا تم استخدام الأسلحة الغربية في ضرب روسيا، فسيؤدي ذلك إلى تأجيج الدعاية الروسية التي تلقي باللوم على الغرب في الحرب، وتعزز احتمال امتداد الصراع إلى ما وراء حدود روسياوأوكرانيا. وبحسب نيويورك تايمز، فقد تدفع الحرائق والانفجارات الروس إلى الالتفاف حول وطنهم بطرق تضر بأوكرانيا، مثل حشد الدعم للتعبئة العامة في روسيا.