التقت الدكتورة رانيا المشاط وزيرة التعاون الدولي، سامانثا باور رئيس الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية بواشنطن، وذلك خلال مشاركتها في فعاليات اجتماعات الربيع لصندوق النقد والبنك الدوليين، التي تعقد للمرة الأولى منذ عامين، بمشاركة فعلية من الدول أعضاء أكبر مؤسستين اقتصاديتين في العالم. ويأتي الاجتماع في إطار العلاقات الاقتصادية الاستراتيجية بين مصر والولاياتالمتحدةالأمريكية، متمثلة في التعاون مع الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية، التي تنعكس على تعزيز الجهود التنموية في الدولة في إطار رؤية 2030 وخطوات تنفيذ أجندة التنمية المستدامة، حيث شهد اللقاء مباحثات متعددة على مستوى العلاقات الإنمائية المشتركة، وعرض للإصلاحات الاقتصادية المنفذة في مصر، وجهود العمل المناخي، وتمكين المرأة ومنظمات المجتمع المدني. وأكدت المشاط، عمق وأهمية العلاقات الاقتصادية بين مصر والولاياتالمتحدةالأمريكية التي تمتد لأكثر من 4 عقود نتج عنها اتفاقيات وتمويلات تنموية تصل لأكثر من 30 مليار دولار، ساهمت في دعم الجهود التنموية في المجالات ذات الأولوية، بينما تصل الاتفاقيات منذ عام 2014 نحو مليار دولار في قطاعات استراتيجية منها التعليم الأساسي والتعليم العالي والصحة والحوكمة ودعم الشركات الصغيرة والمتوسطة والسياحة والزراعة، لافتة إلى أن الجهود المستمرة للتعاون الاقتصادي نتج عنها 7 اتفاقيات منح بقيمة 130 مليون دولار خلال عام 2021. وأشارت إلى المباحثات الجارية بين الجانبين المصري والأمريكي في إطار استمرار العلاقات الاقتصادية والاتفاقيات المرتقب إقرارها خلال العام الجاري، لافتة إلى تنوع العلاقات الاقتصادية على مستوى التبادل التجاري حيث سجل التبادل التجاري بين البلدين خلال العام الماضي أكثر من 8 مليارات دولار، بينما تصل الاستثمارات الامريكية في مصر أكثر من 24 مليار دولار ما يعكس العلاقات القوية بين البلدين. واستعرضت الإصلاحات الاقتصادية والهيكلية التي تعمل الحكومة على تنفيذها لخلق بيئة مواتية للقطاع الخاص وتحسين بيئة الأعمال وتعزيز مشاركته في مجالات التنمية كافة لاسيما العمل المناخي، موضحة أن مصر نفذت برنامج إصلاح اقتصادي طموح خلال عام 2016 ساهمت في تعزيز القدرة على النمو الاقتصادي حتى أثناء جائحة كورونا، وتعمل في الوقت الحالي على استمرار جهود الإصلاح للتعامل مع التحديات الطارئة العالمية وتعزيز جهود الإصلاح الهيكلي لتعزيز إنتاجية الاقتصاد والنمو الشامل والمستدام. وفي هذا الصدد، أشارت إلى اتفاقية تشجيع التجارة والاستثمار في مصر "تايب"، المنفذة مع الوكالة الامريكية للتنمية الدولية، والتي تعمل على تحفيز مشاركة القطاع الخاص في التنمية من خلال برامج دعم الشركات الصغيرة والمتوسطة، وتشجيع ريادة الأعمال، وغيرها من البرامج. وأبدت المشاط، تطلعها لدفع العمل المشترك مع الولاياتالمتحدةالأمريكية لجذب مزيد من شركات القطاع الخاص، لاسيما من خلال بنك الاستيراد والتصدير الأمريكي، كما أشارت إلى أهمية العمل المناخي وضرورة العمل على اتفاقيات جديدة بشأن دعم استراتيجية مصر للتحول إلى الاقتصاد الأخضر. كما تضمن اللقاء مناقشة جهود لتمكين المرأة وسد الفجوة بين الجنسين، وإطلاق الحكومة بالتعاون مع منتدى الاقتصادي العالمي، والمجلس القومي للمرأة محفز سد الفجوة بين الجنسين، وأهمية التعاون مع الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية للتعاون في هذا الأمر، وتعزيز الجهود المبذولة لفتح آفاق مشاركة المرأة بشكل أكبر في جهود التنمية.