استنكر المطرب علي الحجار "حالة انعدام التواصل القائمة حاليا بين الأجيال الفنية" والتي دفعته للسعي لتقديم برنامج تليفزيوني، معتبرا أن الوسط الفني يقف حاليا على "حافة هاوية سحيقة" المتضرر الأول منها الجمهور الذي يفاجأ يوميا بأصوات وأعمال يمكن وصفها ب"الجرائم". وقال الحجار إنه: "تربى في جيل فني يعرف قيمة الكبار ويحترم قاماتهم ويعطي الجيل الأكبر فيه الحق للموهوب والمجتهد بحيث تظهر عدة أجيال معا في وقت واحد", فيسمع الجمهور عبد الوهاب وأم كلثوم وإلى جوارهم عبد الحليم وشادية ووردة ولا يتجاهل في نفس الوقت "جيلا شابا واعدا يضم مطربين مثل محمد منير والحجار ومحمد الحلو وآخرين". وأضاف أن السنوات الأخيرة: "انقلبت فيها الموازين وبات الاهتمام بالأجساد والملابس والشائعات أهم كثيرا من الاهتمام بخامة الصوت والموهبة والحضور والإحساس فظهرت أغنيات وأعمال تنتج أجيالا شابة بلا ذوق ولا مشاعر". وأوضح الحجار أن وسائل الإعلام مسئولة بشكل ما عما وصفه ب"السخف الفني الحالي" لأنها تروج "لأشباه فنانين وأشباه أصوات.. لمجرد أن أحدهم مثير للشبهات والشائعات، مما يغري الإعلام أملا في زيادة الرواج أو أن إحداهن تمتلك جسدا جذابا وتستطيع الرقص والتلوي بغض النظر عن قدرتها عن الكلام بشكل صحيح وليس الوصول حد إجادة الغناء". وذكر الحجار أنه يعاني منذ سنوات من الجحود الإعلامي لمجرد أنه لا يجامل في الحق ولا يقبل أن يظهر كديكور في البرامج التافهة في الفضائيات أو يكون مادة ثرية للشائعات في الصحف قائلا: "لمجرد أني أحترم نفسي وجمهوري وفني، ينصرف عني الإعلام إلا قليلا من الإعلاميين المحترمين الذين لا يهمهم اللهث وراء الفضائح أو مطاردة الشائعات". وقال إنه وجد في انصراف الإعلام عنه فرصة للعمل الجاد على إنتاج أعمال جديدة متميزة بعدما أنشأ إستديو خاصا به في بيته بضاحية المقطم لتسجيل أعماله وأعمال زملائه بعيدا عن تحكمات تجار الفن الذين انتبه إلى دورهم التخريبي مبكرا عندما رفض الانصياع لآليات الإنتاج التي تفرض على الفنان شروطا تفسد الفن وتحوله لتجارة، حيث ينتج لنفسه منذ سنوات حتى قبل ظهور الاحتكار الحالي للفنانين. وينشغل علي الحجار حاليا مع الشاعر الكبير عبد الرحمن الأبنودي والموسيقار عمار الشريعي في تسجيل أوبريت غنائي جديد ليغنيه في حضور، الرئيس محمد حسني مبارك في افتتاح مشروع ضخم لربط محافظة البحر الأحمر شرقا بمحافظات الصعيد جنوبا فيما يعد شريانا اقتصاديا وتعميريا جديدا. ويعمل الثلاثي ، الحجار والأبنودي والشريعي ، على مدار الساعة لإنجاز الأوبريت الكبير الذي وصفه بأنه "سيكون ملحمة وطنية جديدة تضاف إلى ملاحم مصرية عدة تتغنى بالوطن المصري والوطن العربي". وفي جعبة الحجار العديد من الأعمال التي يعدها لألبومه الجديد مع عدد من أصدقائه، بينهم الشاعر إبراهيم عبد الفتاح وملحنين وشعراء من أجيال مختلفة كما يسعى لطرح توزيع جديد لأحد أغنياته القديمة. بيد أن المفاجاة التي كشف عنها الحجار كان تجهيزه لبرنامج يقوم فيه للمرة الأولى بدور المحاور بدلا من الضيف تدور فكرته حول اكتشاف وتوثيق أعمال وذكريات نجوم الفن الكبار من جيله والأجيال التالية بأسلوب فني مبسط يفهمه الجمهور ويتم فيه إلقاء الضوء على كثير من المناطق غير المعروفة لمحبي كبار النجوم مع تقديم موهبة جديدة في كل حلقة. وقال الحجار إن البرنامج في طور التجهيز حاليا وأنه اتفق مع زملائه محمد منير وهاني شاكر ومحمد الحلو ،مبدئيا، على مشاركته حلقاته الأولى وصولا إلى الموهوبين من الجيل الحالي الذين يحرص على فكرة التواصل معهم "رغم شعوره بأن الشباب لا يرغبون في بقاء جيله ويخشون منهم"، على حد قوله. وأضاف أن البرنامج يعطله حاليا الاتفاق مع قناة فضائية أو شركة إنتاج لتمويله حتى يخرج بالشكل اللائق بأسماء النجوم الذين يستضيفهم، مشيرا إلى أن مشاورات تجري منذ فترة مع عدد من الجهات، لكنها لم تثمر عن اتفاق بعد.