تسعى إيطاليا إلى زيادة وارداتها من الغاز الطبيعي الجزائري في إطار سعيها لتقليل الاعتماد على واردات الغاز الطبيعي من روسيا في أعقاب غزوها لأوكرانيا. وقد وقعت شركة الطاقة الإيطالية إيني اتفاقا مع شركة النفط والغاز الطبيعي الجزائرية المملوكة للدولة سوناطراك خلال زيارة رئيس الوزراء الإيطالي ماريو دراجي الحالية للجزائر، في إطار البحث عن بدائل للغاز الطبيعي الروسي والذي يمثل حاليا حوالي 40% من استهلاك إيطاليا. كما اتفق دراجي والرئيس الجزائري عبد المجيد تبون الذي سيزور روما أواخر مايو المقبل، على التعاون في مشروعات الطاقة المتجددة. وذكرت وكالة بلومبرج للأنباء أن إيطاليا وغيرها من الدول الأوروبية تخطط لتقليل الاعتماد على روسيا بهدف عزلها ومعاقبتها على غزوها لأوكرانيا، وضمان تدفق إمدادات الغاز إلى أوروبا في المستقبل. وفي حين قرر الاتحاد الأوروبي حظر استيراد الفحم من روسيا، فإن الغاز الطبيعي والنفط الروسيين لم يتعرضا للعقوبات الأوروبية حتى الآن. وقالت إيطاليا إنها ستدعم فرض حظر على استيراد الغاز الروسي إذا اتحدت دول الاتحاد الأوروبي بالكامل وراء القرار. يذكر أن الجزائر كانت خلال العام الماضي أكبر مورد للغاز الطبيعي إلى إيطاليا بعد روسيا. وقال دراجي في مؤتمر صحفي مشترك اليوم الإثنين مع الرئيس الجزائري عبد المحيد تبون: "تعد الجزائر أول شريك اقتصادي لنا في القارة الأفريقية، وإيطاليا تسعى لتعزيز العلاقات مع الجزائر حيث تشهد العلاقات بين البلدين ديناميكية جيدة". وأعرب دراجي عن استعداد بلاده لتعزيز التعاون مع الجزائر في مجال الطاقة المتجددة، مما قد يخلق فرص عمل مهمة في السوق الجزائرية. وأضاف رئيس الوزراء الإيطالي قائلا إنه "بعد الأزمة الأوكرانية تسعى إيطاليا لتطوير إنتاجها في مجال الغاز، كما تسعى لتقليص التبعية للغاز الروسي، والحكومة الإيطالية تسعى لأن تحمي حقوقها في أن تظل بعيدة عن هذه الأزمة"، مؤكدا أن "الاتفاق الذي عقدناه اليوم مع الجزائر يدخل في هذا الإطار". يذكر أن الجزائر ترسل الغاز الطبيعي إلى أوروبا عبر ثلاثة خطوط أنابيب، اثنان منهما عبر إسبانيا، والثالث يسمى ترانس ميد ويصل إلى إيطاليا. ويمر أحد الخطين الإسبانيين بأراضي المغرب، حيث تم وقف تشغيله مؤخرا على خلفية الخلافات الدبلوماسية بين الجزائر والرباط.