طوال شهر رمضان، تصحبكم "الشروق" في رحلة مع تاريخ محافظة القاهرة ومعالمها وحكاياتها المحفورة في ذاكرة التاريخ، وتذخر بها العديد من المجلدات والكتب. وفي هذه الحلقة، تعرض "الشروق" حكاية "تكية السطان محمود خان". تقع تكية السلطان محمود خان في شارع بورسعيد (الخليج المصرى سابقا) قبل تقاطعه مع كل من شارعي سكة راتب والشيخ ريحان بمنطقة الحبانية، لذا عُرفت باسم "تكية الحبانية"، وهي المنطقة التي تقع فيها. وتُعرف بوظيفتها المعمارية، كونها تكية ومدرسة، حيث كانت في أول أمرها مدرسة أنشأها السلطان محمود خان سنة 1164ه - 1850 کي يمر على بابها، وكان بها مساكن للصوفية، ومكتبة عامرة. وقد ألحق بجوارها سبيل للماء ليشرب منه عامة الناس والمارة، ويعلو السبيل كتاب لتعليم الكتابة والقرآن للأطفال، ثم تحولت المدرسة مع الوقت إلى تكية للدراويش والصوفية، وما زال المبنى قائما إلى اليوم. جدير بالذكر أن بناء الأسبلة والكتاتيب صار عادة حرص عليها سلاطين العثمانيين، متبعين خطى أسلافهم من المماليك، فكانت المدرسة والمسجد يلحق بها سبيل يروي عطش الظمآن، وكُتاب لتحفيظ الأطفال القرآن الكريم. وتتكون التكية من فناء أوسط مكشوف، تتوسطه فوارة للماء مغطاة بقبة خشبية محاطة بحديقة صغيرة بها أشجار، وكانت الفوارة ينبع منها الماء للوضوء. ويحيط بالفناء من جهاته ال4 ظلة تقوم على صف واحد من الأعمدة التي تحمل فوقها عقودا تطل على الفناء، وتقع خلف كل ظلة من هذه الظلات حجرات صغيرة معروفة باسم "الخلاوي،" التي كان يقيم بها الطلبة وقت استخدامها كمدرسة، ثم صارت لمبيت الدراويش والصوفية عقب تحول وظيفتها إلى تكية. أما الظلة الجنوبية الشرفية لا يوجد بها خلاوي، حيث يشغلها حجرة الدراسة أو مكان التدريس، التي كانت تستخدم في الوقت نفسه كمسجد، ويدلنا على ذلك المحراب الذي لا يزال موجودا بها حتى الآن. أقرأ أيضاً دفتر القاهرة (5).. حكاية التكية المولوية وعلاقتها بجلال الدين الرومي