حالة من الإهمال والتدهور أصابت المجموعة المعمارية الخاصة بالسلطان العثماني محمود خان، حيث انتشرت القمامة والمخلفات حول سور السبيل والتكة، وأحاط بالمكان المقاهي وتحولت الساحة إلى جراج للسيارات، وطمست معالمه الأثرية التي تعود إلى العصر العثماني عام 1750م، وتحولت التكية إلى مقر لهيئة الآثار. تكية وسبيل وكتاب للفقراء في عام 1731 م شيد السلطان محمود خان تكية للدراويش والفقراء الصوفية الوافدين من البلاد النائية، بشارع بورسعيد بحي الدرب الأحمر السيدة زينب، يجاورها سبيل يروي الظمآن، بالإضافة إلى كتاب لتحفيظ الأطفال القرآن الكريم، لتكون أول مدرسة يتم إنشاؤها في عهد السلطان محمود، كان السلاطين العثمانيون يحرصون على تشييد المباني الخيرية اقتداءً بالمماليك. يضم الكتاب مكتبة كبيرة عامرة بالكتب المختلفة، وكانت التكية مسكنًا للصوفية والفقراء والدراويش والأغراب، ويحصلون على مرتبات شهرية من الأوقاف، وذكر عبد الرحمن زكي في موسوعة مدينة القاهرة فى ألف عام: «تعرف تكية وسبيل السلطان محمود بتكية الحبانية، كانت أول أمرها مدرسة أنشأها السلطان محمود، كما نقش على بابها، وكان بها مساكن للصوفية ومكتبة عامرة، وقد أنشأ بلصقها سبيلًا، وجعل فوقه مكتبًا عرف بمكتب الحبانية». على شاطئ الخليج المصري يحمل السبيل حاليًا رقم 59 شارع بورسعيد «درب الجماميز سابقًا» علي ناصية سكن الحبانية، وكان السبيل والتكية تطل على شاطئ نهر النيل أو على الخليج المصري، وتعتبر مدرسة محمود خان ثاني مدرسة باقية حتى الآن من الطراز العثماني، لتسبقها مدرسة السليمانية بشارع السروجية. وأعلى السبيل يوجد لوح رخامي نقشت عليها بعض الأبيات، تقول: «هذا سبيل قد بدأ بالحسن قد تفردا.. برسم سلطان الورى محمود خان المقتدى.. وقد أتى تاريخه في ضمن بيت شيدا..أنشأه بشير أغا دار السعادة والندا.. لازال من رب السما مظفرا مؤيدا ..هذا سبيل ماؤه نيل حلا يجلو الصدى». في حجة الوقف المحفوظة بأرشيف وزارة الأوقاف تحت رقم 908 أن المؤسس الحقيقي للمجموعة المعمارية التي تحمل اسم السلطان محمود خان، هو الأمير بشير أغا وكيل دار السعادة، طبقًا للكتابة التأسيسية المنقوشة أعلى باب السبيل التي تنص على «أنشأ هذا المدرسة المباركة حضرة مولانا السلطان المغازى محمود نجل السلطان مصطفى خان». تطل واجهة المدرسة على شارع بورسعيد في الناحية الشمالية الغربية، وبها اللوح التأسيسي، وعلى جانبيها دائرتان تحمل لفظ الجلالة الله، اسم محمد، بواجهته شباكان من الناس، وأرضه مفروشة بالرخام وسقفه من الخشب، مكتوب عليها سورة الفتح، وبه ثلاثة محاريب من الرخام الأزرق منقوش عليه آية «كلما دخل عليها زكريا المحراب». العثماني محمود خان هو السلطان العثماني محمود الأول بن مصطفى الثاني بن محمد الرابع بن إبراهيم الأول بن أحمد الأول بن محمد الثالث بن مراد الثالث بن سليم الثاني، تولى الحكم وعمره خمسة وثلاثين عامًا، عرف عنه الاستقامة وحسن الخلق، اندلع عدد من الحروب بين الدولة العثمانية وروسيا في عهده، على إثرها احتلت روسيا بعض مناطق الدولة العثمانية. فيما انتصرت الدولة العثمانية في عهده على الصرب والنمسا، واستردت بلغراد والأفلاق في رومانيا وعددًا من الأراضي، وتعهدت روسيا بعدم بناء السفن في البحر الأسود، وشهد عصره توسعًا في بناء المساجد والخانات والتكايا والمدارس في كل أنحاء البلاد، وقد شيد التكية التي لاتزال موجودة في شارع بورسعيد، والذي كان يسكنه الأمراء والأغنياء في ذلك الوقت.