توقع مسئول فى اتحاد الصناعات المصرى، طلب عدم نشر اسمه، أن يبدأ سعر القمح فى الانخفاض فى السوق المحلية بعد 3 أسابيع، متأثرا بتراجعه عالميا. وقال على شرف الدين، رئيس غرفة الحبوب، ل(الشروق)، إن تراجع الأسعار فى السوق العالمية لن ينعكس على المحلية الآن، ولكن سيستغرق مدة تتراوح ما بين أسبوعين و3 أسابيع، وهى الفترة التى يستغرقها وصول الشحنات إلى مصر. وكانت أسعار القمح قد بدأت موجة من التراجع فى الأسواق العالمية منذ عدة أيام، بررها مستوردون مصريون بزيادة المعروض، ووفرة محصول الموسم الحالى، لكنهم استبعدوا احتمالات زيادة الكميات التى تستوردها مصر هذه الفترة للاستفادة من هذا الهبوط. «المحصول كان وفيرا هذا الموسم» على حد قول شرف الدين، وهو ما أكده أيضا محمد عبدالفضيل، رئيس شركة فينوس لاستيراد القمح، إلا أن شرف الدين استبعد إقبال المستوردين المحليين على زيادة الواردات للاستفادة من هذا التراجع هذه الفترة، «التصرف العادى من قبل المستورد أن ينتظر إلى أن تنخفض الأسعار بنسب أكبر»، مشيرا إلى أن حجم التمويل المتوافر لدى المستورد يعتبر أيضا من العوامل المتحكمة فى الكميات المقرر شراؤها. وتوقع شرف الدين أن تستقر الأسعار حتى موسم القمح المقبل فى أغسطس، وقال: «ستظل تتحرك ما بين الانخفاض والارتفاع الطفيف». وقد هبط سعر القمح العالمى على مدار الأيام الثلاثة الماضية، وانخفض سعر البوشل فى بورصة شيكاغو للسلع بنسبة وصلت إلى 0.5% أمس الأول لعقود شهر مارس، وبنسبة 0.9% قبل يومين، وبلغ السعر 4.915 دولار للبوشل، وفقا لوكالة بلومبرج. والذى أرجع هذا الانخفاض إلى سعى كبار المستوردين، وعلى رأسهم مصر، التى تعتبر أكبر مستورد للقمح عالميا إلى الحصول على هذه السلعة الإستراتيجية بأسعار رخيصة، مما أشعل المنافسة بين الموردين فى الدول الواقعة على البحر الأسود مثل روسيا وأوكرانيا. وقال شرف الدين إن مصر بدأت تنتبه للقمح الموجود فى هذه الدول مؤخرا، بسبب انخفاض سعره بنسبة 30%، مقارنة بالقمح الأمريكى، والذى كان يستحوذ على أغلبية الواردات المصرية من قبل، بسبب ارتباطه بالمعونة الأمريكية بشكل رئيسى. وقد أدى اتجاه مصر لاستيراد كميات كبيرة من القمح من دول مثل أوكرانيا وروسيا إلى تراجع وارداتها من أمريكا إلى 25% فقط من إجمالى الكميات المستوردة بدلا من 60% قبل سنوات. ودفع ذلك الأمر اتهام مصدرين أمريكيين بأنهم وراء المشكلات التى أثيرت فى مصر مؤخرا بشأن استيراد كميات من القمح الفاسد من تلك الدول، وكان مصدر مسئول فى وزارة التجارة والصناعة قد صرح ل(الشروق) فى وقت سابق بأن هذه المشكلات نجمت عن تضارب المصالح بين المستوردين فى أمريكا من جهة، وفى روسيا من جهة أخرى.