أكد الناطق باسم الرئاسة الروسية، دميتري بيسكوف، اليوم الثلاثاء، أن روسيا تضع حاليا خطة عمل ستستخدم في حال تخلي الأطراف الأوروبية عن عقود الغاز مع روسيا، وذلك بحسب ما نشرته وكالة الأنباء الروسية. وردا على سؤال عما إذا كان يتم بحث الوضع من بين أمور أخرى إذا تخلت الدول الأوروبية عن العقود بعد تحويل مدفوعات الغاز إلى الروبل الروسي، أجاب بيسكوف: «نعم، بالطبع». وأضاف: «لا يوجد هناك غاز مجاني، لن يقوم أحد بتزويد الغاز مجانا. إنه أمر مستحيل ببساطة، ولا يمكنك دفع ثمنه إلا بالروبل الروسي». وشدد على أن «روسيا كانت ولا تزال وستبقى موردا ثابتا للطاقة، وروسيا تهتم ببيع غازها»، متابعًا: «على الشركات الأجنبية أن تفهم أنه يمكنها شراء الروبل باليورو والدولار واستخدامه لدفع ثمن الغاز، وفي الواقع لا يتغير شيء». وأشار بيسكوف إلى أنه «يجب على الشركات (الأجنبية) أن تفهم ظروف السوق المتغيرة والوضع المتغير تماما والذي نشأ في الواقع في ظروف الحرب الاقتصادية التي تم شنها ضد روسيا». وجددت أوروبا رفضها للقرار الذي أصدره الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، بشأن بيع الغاز والنفط مقابل العملة المحلية الروبل، بعدما أحدث ارتباكًا في الأسواق على مدار الأيام الماضية، في حين تمضي موسكو إلى التنفيذ دون تراجع. ويرى خبراء طاقة ومحللون أن روسيا تُصر على تطبيق القرار كوسيلة للالتفاف على العقوبات الاقتصادية التي فرضها الأوروبيون والولايات المتحدة كرد فعل على العملية العسكرية في أوكرانيا، وتهدف بالأساس لتحسين وضع عملتها المحلية ونظامها الاقتصادي، والضغط على الدول غير الصديقة لإثنائها عن مواقفها الصارمة تجاهها. وقال وزير الاقتصاد الألماني، روبيرت هباك، الاثنين، إن مجموعة السبع ترفض مطلب بوتين الدفع بالروبل لشراء الطاقة الروسية، لافتًا لإصرار المجموعة على ضرورة احترام موسكو لعقود الطاقة. وهذا ما سبق وأن أكده الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، والذي اعتبر أن مطالبة بوتن بدفع ثمن شحنات الغاز إلى الاتحاد الأوروبي بالروبل وليس بالدولار أو اليورو، «غير ممكن ولا تنص عليه العقود». لكن بالتزامن مع ذلك، أكد الرئيس الروسي أمس تمسكه بالقرار، وتحويله إلى صيغة تنفيذية على أرض الواقع، إذ أوعز بوتين للحكومة والبنك المركزي وشركة غازبروم، مجددًا، باتخاذ إجراءات لتغيير عملة الدفع مقابل الغاز إلى الروبل للدول غير الصديقة، بحلول 31 مارس الجاري.