حصلت «الشروق» على صورة من تفريغ شريط الatc للقطار 188 بطل حادث العياط فى نهاية أكتوبر الماضى، وهو بمثابة الصندوق الأسود الذى سجل تفاصيل رحلة القطار من القاهرة حتى لحظة اصطدامه بقطار 152 بمحطة الرقة فى نهاية أكتوبر الماضى، مما أدى إلى مقتل 18 شخصا وإصابة العشرات. ويشير التقرير، الذى استندت إليه النيابة فى القضية، إلى أن سائق القطار 188 قلل السرعة من 120 إلى 67 كيلو مترا لحظة وقوع الحادث، وهو ما ينفى اتهام اللجنة الفنية للسائق بإغلاق جهاز الatc. كما أوضح التقرير، أن قيام القطار 152 من محطة كفر عمار كان فى السادسة وعشر دقائق، بينما انطلق القطار 188 من كفر عمار فى السادسة وثمان وعشرين دقيقة، وكان اصطدام القطارين فى السادسة وثلاث وثلاثين دقيقة، أى أن القطار 188 استغرق بين 5 إلى 6 دقائق بين انطلاقه ولحظة وصوله واصطدامه بالقطار الآخر. أما القطار 152، فقد توقف أولا فى محطة «الهلت»، التى تتوسط محطتى كفر عمار ومحطة الرقة، لذلك استغرق بين 11 و12 دقيقة حتى اصطدامه ب «الجاموسة». وبما أن الحادث وقع فى السادسة وثلاث وثلاثين دقيقة، فإن فارق التوقيت الزمنى بين القطارين لم يكن يزيد على عشر دقائق، وليس 23 دقيقة كما جاء بتقرير اللجنة الفنية. وقال خبراء هندسيون بالهيئة: إن الوقائع الواردة بالتقرير تعنى أن الوقت لم يكن كافيا أمام سائق قطار 152 ومساعده لإزالة آثار الجسم المصطدم به، وهو الجاموسة، وبالرغم من ذلك وجهت النيابة لسائق القطار رقم 152، تهمة التباطؤ فى تنفيذ التعليمات، بينما وجهت لسائق القطار رقم 188، تهمة إغلاق جهاز الatc. من جهة أخرى، قال عامر رجب، مراقب بلوك كفر عمار، فى تحقيقات النيابة: «إن الطريقة الأوتوماتيكية فى تغيير السيمافورات لحركة سير القطارات محظورة طبقا لتعليمات ولوائح السكة الحديد»، وأضاف فى التحقيقات التى حصلت «الشروق» على نسخة منها، أن الهيئة تعمل بنظام خلو السكك». وتتناقض هذه الشهادة مع تصريحات مسئولى الهيئة المتكررة بأن نظام سير القطارات هو «التقاطر» وهو نظام أوتوماتيكى يمنع دخول قطارين على نفس القضبان، من خلال الإشارات الضوئية، وليس نظام «خلو السكة»، وهو «النظام البدائى الذى يتسبب فى وقوع الحوادث»، كما يؤكد خبراء هندسيون بالهيئة، لأنه نظام يتحكم فيه مراقب البرج، ويقوم على عدم دخول القطار لأى محطة قبل مغادرة القطار الذى يسبقه للمحطة التالية.