وجه نور الدين الطبوبي الأمين العام لاتحاد الشغل في تونس، انتقادات لاذعة ومبطنة للرئيس قيس سعيد اليوم الإثنين، في ختام الاستشارة الوطنية الكترونيا التي أطلقها قبل نحو شهرين تمهيدا لاستفتاء شعبي. ويختلف الاتحاد، الذي يمثل أكبر نقابة في البلاد وذو النفوذ السياسي والتقليدي في تاريخ تونس الحديث، مع الرئيس سعيد بشأن الاستشارة الوطنية على منصة إلكترونية. ويطالب الاتحاد بحوار وطني مباشر تشارك فيه المنظمات الوطنية والأحزاب السياسية، وهي خطوة تفاداها الرئيس سعيد منذ إعلانه التدابير الاستثنائية في البلاد وتجميده البرلمان في تموز/يوليوالماضي مفضلا استحداث طريقة غير مسبوقة في تونس. وقال الطبوبي للصحفيين في تجمع عمالي بجندوبة اليوم الاثنين ،تعليقا على الاستشارة الوطنية: "هو (الرئيس) يريد طريقة جديدة للاستئناس بها، له ذلك ،ولكن هناك حوار مباشر يفضي إلى نتائج وهو الأساس". وأضاف الطبوبي: "الأطراف الموجودة في البلاد ليست عسكر كردونة"، أي أنها لن تكتفي بلعب دور المتفرج. ويأتي تصريح الطبوبي بعد ساعات من خطاب الرئيس سعيد ليل الأحد الإثنين في ختام الاستشارة الوطنية، التي سيعقبها استفتاء شعبي على الإصلاحات السياسية والدستورية يوم 25 تموز/يوليو المقبل. ومع أن الرئيس سعيد قال في كلمته إنه سيكون متاحا للجميع إبداء آرائهم ومواقفهم من نظام الحكم الجديد قبل أن تتولى لجنة التوليف فيما بينها في تقرير يسبق الاستفتاء،فإنه لم يشر صراحة إلى مشاركة الأحزاب والمنظمات بشكل مباشر. كما لم يشر سعيد إلى الطريقة التي سيجري بها الحوار المزمع حول الإصلاحات. ويمثل هذا محور خلاف جوهري مع الاتحاد ومع خصومه السياسيين. ومضى الطبوبي قائلا: "هناك مكونات رئيسية حقيقية عبر التاريخ ضحت بدمائها.. وكانت لها مساهمة في بناء دولة الاستقلال والدولة الحديثة التي يحلم بها الجميع". وتتخذ الأحزاب المعارضة للرئيس سعيد مواقف أكثر تشددا إذ أعلنت عن معارضتها للاستشارة الوطنية. كما دعت ألى مقاطعتها ورفضت خارطة الطريق التي عرضها الرئيس ومن بينها الاستفتاء والانتخابات البرلمانية المقررة في 17 ديسمبر المقبل.