تحتفل مصر في 9 مارس من كل عام، ب"يوم الشهيد"، الذي أعلنته منذ عام 1969؛ تخليدًا لذكرى رحيل رئيس أركان حرب الجيش المصري -آنذاك- عبدالمنعم رياض، الذي نعاه الرئيس الأسبق جمال عبدالناصر، ومنحه رتبة الفريق أول، ونجمة الشرف العسكرية، التي تعتبر أكبر وسام عسكري في مصر. وفي ذكرى الاحتفال ب"يوم الشهيد"، نستعرض قصة أول ملك شهيد حرب في تاريخ مصر. في هذا الصدد، قال الخبير الأثري أحمد عامر، مفتش الآثار بوزارة السياحة والآثار، والمتخصص في علم المصريات، إن الملوك في عهد المصريين القدماء قد لعبوا دورًا هامًا، وتحديدًا خلال الفترة التي كان "الهكسوس" يحتلون فيها جزءًا من البلاد، حيث سيطروا على شمال مصر ومنطقة الدلتا، بالإضافة إلى امتداد نفوذهم إلى مصر الوسطى. وأضاف، في تصريحات صحفية: وبدأ حكام مصر في الأسرة ال17 تحت قيادة الملك "سقنن-رع"، في مقاومة احتلال الهكسوس، مشيرا إلى وجود اختلاف في تاريخ حكم الملك "سقنن-رع"، الذي يُحتمل أنه بدأ الحكم في الفترة 1560ق.م، أو 1558ق.م. وأوضح أن القتال الحقيقي ضد الهكسوس بدأ في عهد الملك "سقنن-رع"، الذي يُعتبر أول ملك حارب هؤلاء المُحتلين، حيث وُجِدت وثيقة على شكل قصة، عُرفت ب"بردية سالييه"، تُنسب إلى عصر الملك "سقنن-رع"، أخبرتنا عن كيفية بدء الخلاف بين ملك الهكسوس "أبو فيس"، والملك "سقنن-رع"، حيث أرسل الأول من "أواريس" عاصمة الهكسوس، رسالة إلى الأخير يُخبره فيها أن "أصوات فرس النهر تُزعجه". وأكمل: وخاض الملك "سقنن-رع"، ببسالة، "أول حروب التحرير" حين كان أميرًا لطيبة، بالرغم من عدم انتصاره في معركة التحرير ضد الهكسوس، حيث تم العثور على مومياه، وقد ظهر واضحا أن الهكسوس قيدوا يديه، وأجهزوا عليه بضربات عدة، كما ظهرت جروحا عديدة في الرأس، كان سببها "بلطة"، مما تدل على أنه "سقط صريعًا في ساحة المعركة"، لافتا إلى أن بذلك يعتبر "سقنن-رع"، "أول ملك شهيد سقط في معركة تحرير أرض". وأشار إلى أن النضال ضد الهكسوس استمر بعدما قُتل الملك "سقنن-رع"، فنجد أن ابنه "كامس"، وهو آخر ملوك الأسرة ال17، الذي اعتلى عرش طيبة عقب استشهاد والده (سقنن-رع) في أحد معارك التحرير ضد الهكسوس، بل وواصل الكفاح، وقام بتسجيل معاركه على نُصبين تذركاريين أقامهما بالكرنك، بل واستولى على "نفروسي"، التي تقع شمال الأشمونين، حيث كان حاكمها مواليًا للعدو في تلك الفترة، وأسر رجاله رسولا أوفده "أبوفيس"، ملك الهكسوس، إلى الكوشيين؛ ليحرضهم على غزو جنوب مصر، واحتلت قواته، الواحات البحرية؛ ليتحكم في الطريق الصحراوي إلى الجنوب. وتابع أن الملك "كامس" اشتبك مع الهكسوس في معركة نيلية غُنم فيها 300 سفينة، بل وواصل تقدمه في الدلتا، حتى وصل فيما يُحتمل إلى مشارف "أورايس"، لكن موته المفاجئ منعه من الاستيلاء عليها، وبقي هذا العمل ليتمه أخوه "أحمس الأول"، ووُجدت مومياؤه داخل متواضع، وكلاهما كانتا متواجدتان في المتحف المصري بالتحرير، قبل أن يتم نقلهما إلى المتحف القومي للحضارة بالفسطاط، في احتفالية نقل المومياوات الملكية عام 2021م.