استهل قداسة البابا فرنسيس بابا الفاتيكان كلمته في احتفالية تكريم الفائزين بجائزة زايد للأخوة الإنسانية 2022، بعبارة "أخي الإمام الأكبر". وأضاف خلال احتفالية تكريم الفائزين بجائزة زايد للأخوة الإنسانية 2022، المذاعة عبر بث حي باللغات الإنجليزية، والعربية، والفرنسية، والإيطالية، والإسبانية، على جميع المنصات الإعلامية التابعة للجنة العليا للأخوة الإنسانية، وجائزة زايد للأخوة الإنسانية، والأزهر الشريف، والفاتيكان: "أعرب عن امتناني لهذه المناسبة التي تجمعنا مرة أخرى وإن كان بشكل افتراضي حول موضوع الأخوة". وأكد: "لقد احتفلنا مؤخرًا باليوم العالمي للأخوة الإنسانية، ويسعدني أن أنضم إلى شيخ الأزهر أخي العزيز في إطار هذه المبادرة الحميدة المتمثلة في جائزة الأخوة الإنسانية لعام 2022". وأشار: "هذه الجائزة هي خطوة أخرى نخطوها قدمًا على مسارنا المشترك نحو الأخوة، وتسعى هذه الجائزة إلى الإقرار بجهود المؤسسات والأفراد الذين يبذلون جهدًا في سبيل تقدم الإنسانية وتعزيز التعايش السلمي وتكريمها". وتوجه البابا فرنسيس بالشكر إلى الحائزين على جائزة زايد للأخوة الإنسانية لعام 2022، على أمل أن تشكل حافزًا لهم لمواصلة الانخراط لصالح الوحدة. وأعرب البابا عن ثقته التامة بأن الحائزين مثالًا يحتذى به لتشجيع الآخرين على إطلاق مبادرات تعزيز التعايش السلمي، وكونهم نموذج للتعاون المثمر بين الأفراد من مختلف الأديان في خدمة البشرية جمعاء. ووجه البابا الشكر إلى الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي، على الاقتراحات التي قدمها بشأن محتوى وثيقة الأخوة الإنسانية، وعلى الدعم الذي أسنده لعمل اللجنة العليا للأخوة الإنسانية، في سعيها إلى نشر قيم الوثيقة ومبادئها في كل بقاع الأرض، وتحقيق الأهداف الواردة فيها. كما توجه بالشكر، إلى أعضاء لجنة التحكيم لجائزة زايد الذين اختاروا الفائز بها. ونظمت لجنة الأخوة الإنسانية احتفالية تكريم في "صرح زايد المؤسس" بالعاصمة الإماراتية أبو ظبي، بحضور العاهل الأردني جلالة الملك عبدالله الثاني، ملك المملكة الأردنية الهاشمية، والملكة رانيا العبدالله، والشيخ عبد الله بن زايد آل نهيان وزير الخارجية والتعاون الدولي بدولة الإمارات العربية المتحدة، والسيدة ميشيل بيير لويس، رئيسة مؤسسة فوكال، وأعضاء لجنة تحكيم جائزة زايد للأخوة الإنسانية، وأعضاء اللجنة العليا للأخوة الإنسانية، ولفيف من كبار الشخصيات في دولة الإمارات العربية المتحدة، وبمشاركة فضيلة الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر، وقداسة البابا فرنسيس، بابا الفاتيكان، و أنطونيو غوتيريش، الأمين العام للأمم المتحدة. وكانت اللجنة العليا للأخوة الإنسانية قد أعلنت عن اختيار العاهل الأردني، والملكة رانيا آل عبدالله إلى جانب مؤسسة المعرفة والحرية (فوكال)، المنظمة الإنسانية في جمهورية هايتي، لتكريمهم بجائزة زايد للأخوة الإنسانية في نسختها لعام 2022، تقديراً لجهودهم المبذولة في تعزيز الأخوة الإنسانية واحترام التنوع والتعايش السلمي، ودعما للمحافظة على استمرارية هذه الجهود من أجل الكرامة الإنسانية والتسامح. وتمّ اختيار المكرّمين من قبل لجنة التحكيم المستقلة التي ضمّت شخصيات مرموقة من أنحاء مختلفة من العالم، ومنهم رؤساء دول سابقين وقادة مجتمعات وشخصياتٍ بارزة حائزة على جائزة نوبل للسلام، وغيرهم من الخبراء الدوليين في مجال تعزيز التعايش السلمي وتفعيل الحوار بين الثقافات. وتهدف جائزة زايد للأخوة الإنسانية إلى الاحتفاء بجهود الأفراد والكيانات المبادِرة بتقديم إسهامات جليلة في سبيل الارتقاء بالإنسانية وتعزيز التعايش السلمي، وكانت الجائزة قد أُطلقت استلهاما من وثيقة الأخوة الإنسانية التي وقَّعها فضيلة الإمام الأكبر شيخ الأزهر الشريف، وقداسة البابا فرنسيس بابا الكنيسة الكاثوليكية، في أبوظبي في عام 2019 تحت رعاية الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، ولي عهد أبوظبي، وتُمثل الوثيقة حجر الأساس الذي تقوم عليه الجائزة باعتبارها مرجعية أخلاقية عالمية لتعزيز الروابط الإنسانية والقيم الدينية، ودستورا إنسانيا لتحقيق السلام والحوار والتعددية، فضلاً عن كونها دليلاً مُلهما للأجيال القادمة يرشدهم نحو سبل تعزيز التعايش وتقبل الآخر.