شبّه د. حسام بدراوى رئيس لجنة التعليم بالحزب الوطنى التطويرات والإنجازات التى تحدث فى مجال التعليم فى مصر بنكتة (ماعندناش فراخ بس إيه رأيك فى السيستم)، والتى تدور حول محاولة أحد المتاجر الكبيرة لوضع نظام ومعايير للعمل داخلها تسمح بمزيد من المرونة والإنجاز، وجاء أحد المواطنين ليسأل عن دجاج فى الطابق الأول، فقيل له أتريده مجمدا أم طازجا، وعندما قال طازجا قيل له اصعد للطابق الثانى، وفى كل طابق يسأله المسئول عن مواصفات إضافية فى الدجاجة ويدله على طابق جديد، وفى نهاية الأمر يخبره المسئول فى آخر طابق أنه لا يوجد لديهم دجاج اليوم، لكن يسأله عن رأيه فى نظام العمل. جاء ذلك خلال رئاسته لجلسة التعليم فى منتدى سياسات العقد الاجتماعى الجديد الذى نظمه مركز العقد الاجتماعى بمركز معلومات مركز الوزراء مساء أمس الأول، بعد أن استمع المشاركون والحاضرون إلى ما عرضه د. مصطفى عبد السميع مستشار وزير التربية والتعليم الذى حضر نيابة عن الوزير حول اتجاهات الوزارة إلى تنفيذ مفهوم الشراكة بين القطاع الخاص والحكومى والمجتمع المدنى بأشكال مختلفة، وإلى ما عرضه د. مجدى قاسم رئيس هيئة جودة التعليم والاعتماد من جهود الهيئة لوضع معايير للمناهج والمعلم والمتعلم والبيئة التعليمية، ووضع آليات ترصد التسرب من التعليم، والذى صرخ بعدها قائلا: وضعنا كل هذا فهل من مستفيد أو مستخدم؟! وأوضح بدراوى: هذه صورة خلقناها للمدارس وتصورنا أنها موجودة، لكن لا الطالب يذهب إلى المدرسة ولا المدرسة لديها القدرة للقيام بوظيفتها فى التعليم ،والاسر تنفق من 20 30 % من دخلها فى تعليم المفروض أنه مجانى حسب الدستور، والنتيجة أن 25 % من الخريجين لا يعرفون كتابة أسماءهم حسب تعبيره. وتابع: نحن فى موقف صعب، وإذا لم تستطع الدولة أن تضع أولوياتها بوضوح لن تتمكن المدارس من القيام بدورها، فيجب أن تكون لديها ميزانية ومدرسون مدربون لتحقق وظيفتها. وهنا التقط الكلمة المهندس رأفت رضوان رئيس هيئة محو الأمية وتعليم الكبار موضحا أن ميزانية التعليم انخفضت من 6 % إلى 4 % من الدخل القومى، رغم أن التعليم هو المشروع القومى لمصر، والفجوة بين النسبتين تصل إلى 20 مليار جنيه، وما تنفقه الدولة على التعليم والصحة معا أقل مما تدعم به الطاقة التى يستفيد من دعمها الأغنياء بأكبر مما يستفيد الفقراء، والخطط المطروحة الآن تركز على بناء مدارس لا يذهب إليها أولادنا، وتزويدها بتكنولوجيا لا تستخدم فى حين يمكن أن نستفيد من التكنولوجيا لنذهب نحن إلى الطلاب كما فعلت الهند. ووصف رضوان حالة الانفصال بين السياسات التعليمية والتنفيذ على أرض الواقع بما يحدث فى أحد الأندية الرياضية، حيث المدرب (الكوتش) كويس لكن جميع اللاعبين يريدون أن ينهزموا فى المباراة، موضحا أن المعلم الذى حل مشكلة انخفاض دخله بطريقة فريدة عن طريق الدروس الخصوصية، لن ينفذ سياسات من شأنها أن تصلح حال التعليم بالمدارس، لأنه بهذا سيفقد دخله، والمطلوب الآن هو وضع سياسات تحقق مصلحة جميع الأطراف وإلا لن يكتب لها النجاح. بينما لفتت القاضية بالمحكمة الدستورية العليا تهانى الجبالى إلى خطورة الطبقية التى يخلقها نظام التعليم الخماسى فى مصر (حكومى وخاص، أزهرى ومدنى، أجنبى ومصرى، عربى ولغات، متميز وعادى، وما بينها من فروقات) وتأثيرها السلبى على ما أسمته بالحراك الاجتماعى السلمى، ودور التعليم فى توحيد عقل ووجدان شعب، ومحذرة من خطورة قلة الاهتمام بتدريس التاريخ واللغة العربية على على الانتماء للوطن، قائلة لو كان فى التعليم خير لما سمعنا عن الانتماء إلى مصر عن طريق كرة القدم.