مستثمرون: السياح الروس والأوكران يمثلون 70% من الحركة الوافدة إلى شرم الشيخ تصاعدت التداعيات السلبية للحرب الروسية الأوكرانية، على جميع الأنشطة الاقتصادية عامة، وعلى قطاع السياحة خاصة، وهو ما ظهر فى إلغاء المئات من الحجوزات من عدد من الدول المصدرة للسياحة وعلى رأسها طرفا الحرب روسياوأوكرانيا فضلا عن دول البلقان المجاورة. «لا صوت يعلو فوق صوت هذه الأزمة»، التى لا يعلم مداها أحد حتى الآن، فالجميع يترقب ما ستئول إليه الحرب التى بدأت رحاها، أمس، والتى قضت على كل فرصة كان يتمناها البعض لتجنب نشوب صراع قد ينذر بحرب أوسع من الحدود الروسية الأوكرانية. وتعمل الحكومة المصرية حاليا على دراسة تداعيات الأزمة من مختلف الجوانب بصفة عامة، وقطاع السياحة خاصة، مؤكدة أنها ستبذل قصارى جهدها للبحث عن أسواق بديلة للسياحة حال تطور الأحداث بشكل سلبى أكثر من ذلك. وألقت التوترات بين أوكرانياوروسيا، خلال الأيام الماضية، بظلالها على الحركة السياحية الوافدة لمصر، حيث توقع عدد من مستثمرى السياحة أن يؤدى نشوب الحرب إلى تراجع معدلات السياحة الروسية والأوكرانية بشكل كبير . فيما أكدت النائبة نورا على، رئيس لجنة السياحة والطيران بمجلس النواب، أن هناك تأثيرا سلبيا على السياحة الوافدة لمصر بعد نشوب الحرب بين روسياوأوكرانيا، مشيرة إلى أن الخوف حاليا من تفكير السائح الأوكرانى حول كيفية عودته، مضيفة أن غياب الأوكرانيين عن المناطق السياحية فى مصر، سيؤثر على إشغالات الفنادق بنسبة تتراوح بين 20 و25%. وذكرت أن نسبة السياح الأوكرانيين تبلغ 30% من إجمالى سياح البحر الأحمر، مشيرة إلى عودة السياح الألمان بقوة بالإضافة إلى بدء توافد الإنجليز من شهر مارس المقبل. ولفتت إلى أن السوق الأوكرانية تصدرت المشهد بقوة فى الفترة من 2017 وحتى 2020، وكان من أكبر الأسواق التى دعمت وأنقذت شرم الشيخ خلال هذه المدة، «جائحة كورونا لم تؤثر عليهم كثيرا، واستمروا فى إرسال السائحين إلينا وأنقذونا». وقال الدكتور عاطف عبداللطيف، عضو جمعية مستثمرى السياحة بجنوب سيناء إنّ التوترات بين موسكو وكييف تسببت فى إلغاء مئات الحجوزات الوافدة لمصر منذ منتصف شهر يناير الماضى وحتى الآن، سواء من أوكرانيا أو روسيا أو الدول الأوروبية الأخرى المتأثرة بتلك الأزمة بصورة أو بأخرى، لتأتى الحرب وتقضى على كل أمل بعودة الأمور لنصابها. وأضاف أنّ الحركة السياحية الوافدة من أوكرانيا إلى شرم الشيخ تراجعت خلال الأسابيع الماضية، بنسبة تتراوح بين 60 و65%، مقارنة بنفس الفترة من العام الماضى، لتأتى الحرب وتقضى على كل الآمال بتوقف الأزمة مع حشد المواطنين الأوكرانيين للدفاع عن وطنهم إزاء الهجوم الروسى، فضلا عن إغلاق المجال الجوى الأوكرانى، وهو ما جعل آلاف المواطنين الأوكران يلغون زيارتهم لمصر خوفا من تعقد عودتهم إلى وطنهم حال اندلاع الحرب. وأشار إلى أنّ السياحة الروسية ليست بمعزل عن تلك الأحداث حيث شهدت الرحلات الوافدة من روسيا إلى مصر خلال الأسابيع الماضية تراجعا كبيرا بعد الطفرة التى حققتها خلال الربع الأخير من العام الماضى، لافتا إلى أنّ السياح الروس والأوكران يمثلون نحو 70% من إجمالى السياح الذين استقبلتهم مدينة شرم الشيخ خلال الأشهر الخمسة الماضية. وأوضح أن توقف الحرب والتوصل لحل سياسى بين تلك الدول سيعيد الحركة السياحية الوافدة من روسياوأوكرانيا إلى معدلاتها بداية من منتصف الشهر المقبل، لافتا إلى أنّ أعداد السياح الوافدين لمصر سترتفع بشكل تدريجى خلال الأشهر المقبلة حال حل الأزمة. وقال عبداللطيف إن السياحة الأوكرانية تمثل سوقا مهما للسياحة الوافدة لمصر، خاصة لمدن البحر الاحمر ومرسى علم وجنوب سيناء، وكان لها دور كبير فى إحداث حركة سياحية فى مصر خلال السنوات الخمس الماضية. ولفت إلى أن عدد الرحلات السياحية التى قام بها المواطنون الأوكران للخارج فى عام 2021، وصلت إلى نحو 14.7 مليون رحلة سياحية أجنبية، وفق وكالة السياحة الحكومية الأوكرانية، فيما تصدرت تركيا المرتبة الأولى فى استقبال السياح الاوكران بنسبة 28% وجاءت مصر فى المرتبة الثانية بنسبة 21%، بنحو 3 ملايين سائح. وأكد عبداللطيف أن هذه الأزمة تنذر بتوقف تام للسياحة الأوكرانية والروسية، بعدما وقعت الحرب، وكذلك ستتأثر السياحة بشكلٍ عام فى أوروبا، وقد تتراجع رغم أن شهر مارس من المعتاد أن تتزايد فيه الحركة السياحية الوافدة، مشيرا إلى أن شركة لوفتهانزا الألمانية قامت بإلغاء رحلاتها إلى أوكرانيا فى ظل هذه التوترات. وقال هانى بيتر، عضو غرفة شركات السياحة، إن العالم لا يتحمل حربا عالمية ثالثة تدمره، ولكن الحل بالطرق الدبلوماسية لأى خلافات سيكون له دور كبير فى إحداث الاستقرار السياسى والاقتصادى والأمنى، مطالبا بإنشاء شركة طيران عارض مصرية قوية سواء حكومية أو بالشراكة بين الحكومة والقطاع الخاص لتكون الذراع القوية لاستجلاب السياح من مختلف بلدان العالم التى نستهدف جذب سياح منها. وأشار إلى أن العالم حاليا، يعانى من موجة تضخم كبيرة نتيجة للركود الاقتصادى بسبب جائحة كورونا التى أصابت العالم، كما أن السياحة تواجه مشاكل عديدة جراء جائحة كورونا، فيما ستزيد الحرب آلام القطاع السياحى بشكل واضح. ودعا بيتر إلى ضرورة تنوع الأسواق التى نستجلب منها سياحًا أكثر، ولا نعتمد على الاسواق التقليدية فقط، حتى إذا حدث أى عارض أو مشكلة لا تتأثر السياحة فى مصر بشكل كبير. أشار إلى ضرورة التركيز بجانب الأسواق التقليدية على شرق آسيا من إندونيسيا والهند واليابان وكوريا والسياحة الخليجية والعربية، من خلال خطة تسويقية ووضع شعار أو لوجو لمصر فى هذه الأسواق مثل «سياحة واستشفاء فى مصر» ويتم عرض الامكانيات الترفيهية والاستشفائية لبلادنا مع تقديم عروض ترويجية قوية.