تعد قبيلتا المزينة والترابين من أكبر القبائل البدوية بجنوب سيناء، واعتادت القبيلتان إقامة سباق الهجن السنوي "الزلقة"، الذي يعد أشهر سباقات الهجن بين قبيلتين عريقتين مثل الترابين والمزينة في شهر يناير من كل عام؛ بهدف الحفاظ على التراث البدوي الأصيل، وسمي بهذا الاسم كونه يقام بمنطقة الزلقة التابعة لمدينة نويبع بطريق وادي وتير. وفازت في السباق هذا العام قبيلة المزينة، ما أغضب أبناء قبيلة الترابين، ونتج عن ذلك خلاف بين القبيلتين وصل إلى حد رفع الراية السوداء من قبل الجانبين. وتعد الراية السوداء لدى القبائل البدوية قمة العداء، لذا تدخل مكتب شئون القبائل البدوية بخليج العقبة بجنوب سيناء للصلح بين القبيلتين قبل اتساع فجوة العداء. جاء ذلك بحضور عدد من مشايخ القبيلتين في مقعد الشيخ سلمان السليلمي الحويطي. قال الشيخ سلمان حمدان، مندوب مكتب شئون القبائل البدوية بخليج العقبة، إن الخلاف بدأ بين القبيلتين عقب انتهاء سباق"الزلقة" بفوز قبيلة المزينة، فقام بعض أبناء قبيلة الترابين بالسب والشتائم والتشكيك في نزاهة التحكيم على مواقع التواصل الاجتماعي، فرد عليهم أبناء قبيلة المزينة حتى وصل إلى حد رفع الريا السوداء من قبل الجانبين أي " تعليق رايا سوداء في شوارع القبيلة تؤكد قطع العلاقات بين القبيلتين"، وهذا يعد قمة العداء عند القبائل البدوية، لذا وجب التدخل قبل أن تحدث مشاجرات قد تصل إلى حد الدم بينهما. وأكد مندوب مكتب شئون القبائل في تصريح ل"الشروق" اليوم الأحد، أنه جرى الصلح بين القبيلتين، وقام مندوب كل قبيلة بتبييض الراية "أي رفع الريا البيضاء" لتأكيد حسن النية وانتهاء العداء بين القبيلتين، وسط فرحة بين أبناء القبيلتين. وأشار إلى التوقيع على اتفاقية التصالح من كلا الطرفين، والتي ألزمتهما بالتعادل في دفع الحقوق، موضحا أن الحق عند القبائل البدوية يعني أن كل طرف له 4 جيران الجيرة بواقع 160 ألف جنيه بإجمالي 640 ألف لكل قبيلة، كما يقوم كل طرف بتبييض الراية السوداء التي رفعها على الأخر، مع اختيار منزل من كل قبيلة توضع عليه رايا بيضاء كبيرة ليعلم الجميع بالصلح بين القبيلتين. وأوضح أنه جرى وضع شرط أساسي يلزم من يخل ببنود التصالح أو يمتنع عن تنفيذ الحد وهو رفع الراية السوداء وإحلال مكانها الراية البيضاء، بدفع مليون جنيه فدية.