الكد والسعاية هو حق مساهمة المرأة في زيادة ثروة أسرتها، سواء كان براتب عملها أو ببنائها منزلا لأسرتها أو من خلال امتلاكها لشركة أو محلات خاصة بها الكد والسعاية هو حق مساهمة المرأة في زيادة ثروة أسرتها، سواء كان براتب عملها أو ببنائها منزلا لأسرتها أو من خلال امتلاكها لشركة أو محلات خاصة بها، وفقاً لتعريف أسامة الحديدي، المدير التنفيذى لمركز الأزهر العالمى للفتوى الإلكترونية في مداخلة هاتفية لقناة dmc. ويشير دراسة بعنوان " حقوق المرأة العاملة عند النوازل بين المغاربة" للباحث كمال بلحركة، إلى أن حق الكد والسعاية هو حق المرأة في الثروة التي يُنشئها ويُكوِّنها الزوج خلال فترة الزواج، بحيث تحصل على جرايتها مقابل ما بذلته من مجهودات مادية ومعنوية في تكوين هذه الثروة.
وبالتالي هل يدخل عمل المرأة المنزلي ضمن حق الكد والسعاية؟ تقول الدكتورة فتحية الحفني أستاذة الفقه المقارن بجامعة الأزهر، أن عمل المرأة المنزلي لا يدخل ضمن نطاق حق الكد والسعاية، لأن الوظيفة الأساسية للمرأة هي تربية الأطفال ومراعاة البيت، فإن كانت المرأة مخدومة في بيت زوجها فالزوج مسؤول عن توفير خادمة لها، وإن كانت غير ذلك وتقوم بأعمال البيت تطوعاً فإن ذلك لا يدخل ضمن حق الكد والسعاية، مضيفة أن كلمة الكد تعني بذل الجهد والعمل، والسعاية تعني كسب الرزق، وبالتالي بحسب " الحفني" فإن ما يدخل في الكد والسعاية هو ما تعطيه المرأة من أموال من ذمتها المالية الخاصة لمساعدته في البيت أو تنمية الثروة. وفيما إذا كانت الزوجة تساعد زوجها في أعباء إضافية أخرى على غرار ما يحدث في الريف من مساعدة الزوج في زراعة الأرض وتربية المواشي، تقول أستاذة الفقه المقارن في تصريحات هاتفية للشروق، إن هذه الحالة تدخل ضمن الكد والسعاية، لأن الزوج يكتسب من الأرض، والزوجة تعنيه على هذا العمل، فتعامل معاملة العامل الذي يستأجره الزوج في الزراعة. وتضيف الحفني، طالما أن الزوجة ساعدت الزوج في تنمية الثروة، فعليها أن يكتب ورقة تثبت حق المرأة في تركته، بخلاف حقها في الإرث، مشددة أن ما دعا إليه شيخ الأزهر يعد توثيقاً لحق المرأة.
كيف يثبت الكد والسعاية؟ ويثبت حق الكد والسعاية بحسب ما أشارت إليه دراسة حقوق المرأة العاملة، بعدة وسائل يعتد بها قانونا مثل إقرار الزوج بذلك واعترافه أمام القضاء أو أمام الشهود، أو اتفاق الزوجين على ذلك وتثيقه بشهاة أصلية، أو شهادة العوام خصوصاً في العمل الذي يكون خارج البيت، كممارسة أعمال الحرث والحصاد والسقي والزراعة والغرس وجني الثمار وبيعها،وممارسة التجارة، أو شهادة الشهود لدى القاضي. وكان الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر، دعا إلى ضرورة إحياء فتوى "حق الكد والسعاية" من تراثنا الإسلامي، وذلك للحفاظ على حقوق المرأة العاملة التي بذلت جهدا في تنمية ثروة زوجها، بعد المستجدات العصرية التي أوجبت على المرأة النزول إلى سوق العمل ومشاركة زوجها أعباء الحياة، حسب بيان صادر عن الأزهر الشريف. وفي البيان أكد شيخ الأزهر على أن الحياة الزوجية لا تبنى على الحقوق والواجبات ولكن على الود والمحبة والمواقف التي يساند الزوج فيها زوجته وتكون الزوجة فيها سندا لزوجها، لبناء أسرة صالحة وقادرة على البناء والإسهام في رقي وتقدم مجتمعها، وتربية أجيال قادرة على البذل والعطاء.