أنشأت على التراث الإنجليزي القديم.. ماذا تعرف عن أم بجمة بجنوب سيناء؟

تزخر جنوب سيناء بالعديد من المعادن الخام التي تصلح في مختلف الصناعات الثقيلة، لذا كانت مطمعا للاحتلال على مر العصور، حيث إن منطقة "أم بجمة" التابعة لمدينة أبو زنيمة منجم للمنجنيز الذي يدخل في صناعة الحديد.
وخلال فترة الاحتلال الإنجليزي لمصر استغلوا مناجم المعادن التي كانت توجد في منطقة أم بجمة، وأقيم أول مصنع للحديد والصلب في الشرق الأوسط بمدينة أبو زنيمة، وعلى الرغم من وعورة المنطقة الجبلية فإن الإنجليز حرصوا على إقامة مدينة متكاملة بها، للبحث والتنقيب عن المعادن وخاصة المنجنيز التي تزخر به منطقة أم بجمة، وحتى الآن تحتفظ المنازل التي أنشأها الإنجليز بشكلها، ولا زال يوجد بها آثار للمعدات والأدوات التي كان يستخدمها الإنجليز في التنقيب عن المعادن ونقلها إلى المصنع بمدينة أبو زنيمة.
وقالةيوسف بركات، دليل بدوي بمدينة أبو زنيمة، إن منطقة "أم بجمة" تعد من أهم المناطق التي تحتوي على العديد من المعادن الطبيعية، خاصة جبل "أبو بشيمة"، واعتبرها الإنجليز خلال فترة احتلال مصر كنزا من المعادن، لذا قاموا بإنشاء مدينة متكاملة بالمنطقة بالقرب من جبل "أبو بشيمة" وتضمنت المدينة بيوت العمال الذين كانوا يعملون في البحث عن المنجنيز ونلقه، والبيوت أقيمت على الطراز الإنجليزي، مرقمة من 1 إلى 10، وآخر منزل هو استراحة تطل على البحر مباشرًا وكان استراحة خاصة بمدير الموقع، ويحتوي كل منزل على مدفأة ذات طابع إنجليزي، وعثر بداخلها على مجموعة من الكتب مكتوبة بخط اليد منذ عام 1960.
وأضاف بركات، في تصريح ل"الشروق"، اليوم الإثنين، أن المدينة تتضمن أيضًا مستشفى توجد به بعض الأدوات الطبية التي كانت تستخدم في ذلك الوقت، إضافة إلى تلفريك لنقل معدن المنجنيز من منطقة أم بجمة حتى منطقة الكيلو 9، نظرًا لوعورة الطريق الجبلي، ثم سكة حديد لنقل المنجنيز حتى مصنع المنجنيز بمدينة أبوزنيمة.
وطالب باستغلال هذه المدينة في التسويق السياحي للمنطقة، من خلال ترميم هذه المدينة والتسويق لها عالميًا، إضافة إلى استخدامها في تصوير الأفلام السينمائية التي تتطرق لتلك الحقبة التاريخية، خاصة أنها مازلت تحتفظ برونقها حتى الآن.