تزخر محافظة جنوبسيناء بالعديد من الكنوز الطبيعية، التي لا تجعلها محافظة سياحية فحسب، ولكن قلعة صناعية عالمية، لامتلاكها كل مقومات الصناعة، من مواد طبيعية خام، وبيئة مناسبة. وقال اللواء خالد فودة، محافظ جنوبسيناء، إنه يسعى لتنمية الاستثمارات الصناعية على أرض المحافظة، خاصة أنه جرى تنمية البنية التحتية، من خلال إقامة شبكة طرق دولية، وتوصيل شبكات الكهرباء، والماء، والصرف الصحي، بالإضافة إلى أن البنية التحتية تعد عامل جذب كبير لكثير من المستثمرين. وأكد أنه يوجد مفاوضات نحو تطوير المنطقة الصناعية بمدينة أبوزنيمة، تمهيدًا لطرحها على المستثمرين، بهدف الاستفادة من مقومات المنطقة وتحويلها إلى قلعة صناعية، مما سيوفر العديد من فرص العمل لأبناء المحافظة، والمحافظات الأخرى. وأوضح محافظ جنوبسيناء، في تصريح ل "الشروق"، اليوم الخميس، أن مصنع سيناء للمنجنيز يعد أحد النماذج الناجحة لإقامة مصانع على أرض المحافظة، ودفع عجلة التنمية بها، لافتًا إلى أن المصنع ينتج سبائك سيلكون المنجنيز التي تدخل في صناعة الحديد والصلب، وتعد من أهم الصناعات في الشرق الأوسط. وأضاف أنه على الرغم من أن المصنع تعرض لفترات ركود منذ إنشائه إلا أنه ينهض من كبوته، وهو المصنع الوحيد الذي يعمل بالمنطقة الصناعية. وقال المهندس سعيد محمد، مدير عام إنتاح السبائك بالمصنع، إنه جرى تطوير نشاط المصنع من إنتاج الفيرو منجنيز إلى إنتاج السيلكون منجنيز، وتبلغ الطاقة الإنتاجية له سنويًا نحو 20 ألف طن، أي ما يقرب من 20% من احتياجات الصلب في مصر. وعن مراحل الإنتاج أوضح أنها تبدأ باستخراج المادة الخام من مناجم ومحاجر منطقة أم بجمة التابعة لمدينة أبوزنيمة منها المنجنيز، الدولمايت، الكورتزايت، ونقلها إلى المصنع، ثم يجري تكسيرها في كسارات الشركة لتشحن في المخازن، ومنها تنقل إلى فرن الصهر، والفرن عبارة عن أسطوانة قطرها 11 مترًا وارتفاعها 6 أمتار، ومبطنة بطوب حراري، وبلوكات الكربون، لتصلح لصناعة سبيكة السيكلون منحنيز. ويعمل المصنع بطاقة 13 ميجاوات في الساعة، ومتوسط الصبة الوحدة 10 أطنان، ويجري الصهر في درجة حرارة 1600 درجة مئوية. وتابع: "عقب انتهاء الصهر يجري فتح مدفع حلة الصهر لينزل المنجنيز المصهور داخل قواديس من الحديد مبطنة بطبقة تتحمل درجة حرارة عالية، ويجري نقل مخلفات الصهر عبد جهاز مثبت بأسلاك حديد إلي منطقة إلقاء المخلفات، وأخيرًا يجري صب السبائك لتنقل بعد ذلك إلى مناطق التخزين، ثم تنقل إلى شركات الحديد والصلب".