واصلت الصحف التركية يوم الجمعة تعليقاتها على الاعتذار الإسرائيلي الرسمي ، الذي تلقته تركيا من إسرائيل بعد أن أساء نائب وزير الخارجية داني أيالون معاملة السفير التركي في تل أبيب أوجوز شليكول. وخرجت الصحف التركية لليوم الثاني على التوالي بعناوين احتفالية تسخر من أيالون والدبلوماسية الإسرائيلية ووزير الخارجية الإسرائيلي ليبرمان ، وتشيد بخبرة الدبلوماسية التركية وتعاملها الذكي والقوي مع الموقف مما أدى في النهاية إلى تحقيق انتصار تركي على الدبلوماسية الإسرائيلية "المتواضعة". وقالت صحيفة "يني شفق" إن فضيحة "المقعد المنخفض" انتهت باعتذار رسمي إسرائيلي بعد أقل من 48 ساعة من الإساءة التي وجهها نائب وزير الخارجية الإسرائيلي داني ايالون إلى السفير التركي عندما أجلسه على مقعد منخفض وجلس هو رفاقه على مقاعد مرتفعة. وأضافت الصحيفة أن "دبلوماسية أيالون المنخفضة" أضرت بتل أبيب ، مشيرة إلى الحملة التي شنتها وسائل الإعلام الإسرائيلية على أيالون ، والتي أكدت أن تصرفاته أضرت بالدبلوماسية الإسرائيلية وأنهت أيام الفخر الإسرائيلي . من جانبها قالت صحيفة حريت "إن مهندسي الفضيحة نائب وزير الخارجية داني أيالون ووزير خارجيته افيجدور ليبرمان واجها انتقادات لاذعة من المعارضة ووسائل الإعلام المعتدلة في إسرائيل". ولفتت صحيفة "صباح" إلى أن هذه هي المرة الأولى التي تعتذر فيها إسرائيل رسميا عن خطأ ترتكبه وأنها لم تقدم اعتذارا حتى عندما قصفت منشآت الأممالمتحدة في غزة. وكشفت صحيفة "راديكال" التركية عن أن أنقرة كانت مستعدة مسبقا لاحتمال حدوث تحرشات إسرائيلية وأرجعت الفضل في الانتصار الدبلوماسي الذي تحقق لتركيا إلى اثنين من الدبلوماسيين الأتراك يتمتعان بخبرة فائقة هما وكيل وزارة الخارجية فريدون سينرلي أوغلو ومساعد وكيل وزارة الخارجية نامق تان . وأضافت أنه بمجرد أن شاهد السفير التركي في تل أبيب أوجوز شليكول صور اللقاء بينه وبين أيالون على شاشة التليفزيون أجرى اتصالا مع السفير فريدون سينرلى أوغلو ، الذي قام بتشكيل فريق طوارئ في الخارجية التركية ضم في مقدمة أعضائه نامق تان ، الذي كان سفيرا لتركيا في إسرائيل من قبل ، وتم إبلاغ وزير الخارجية أحمد داود أوغلو فى موسكو بالتطورات أولا بأول. وتابعت الصحيفة أن داود أوغلو تحدث مع سينرلي أوغلو صباح يوم الأربعاء وطلب منه استدعاء السفير التركي من تل أبيب بحيث يعود إلى تركيا صباح أمس الخميس إذا لم تتقدم الحكومة الإسرائيلية باعتذار رسمي. وأشارت الصحيفة إلى أن الأزمة اندلعت عقب زيارة وزير التجارة والصناعة والعمل الإسرائيلي بنيامين بن أليعازر لتركيا وأثناء إعداد وزير الدفاع إيهود باراك لزيارة تركيا المقررة بعد غد الأحد. وذكرت صحيفة "خبرتورك" أن أيالون قرر التقدم باعتذار رسمي بعد أن أجرى اتصالا هاتفيا مع السفير نامق تان ، بعد أن كان رافضا للاعتذار من قبل وإعلانه أن إهانة السفراء ليست من طبيعته وأنه سيتبع في المستقبل وسائل أخرى لتهدئة الموقف مع تركيا . وأضافت الصحيفة أن أيالون عرض مسودة رسالة الاعتذار على تان الذي طلب منه أن يدرج بها عبارات اعتذار صريحة لا تقبل التأويل ، ثم عرض عليه المسودة مرة أخرى فطلب منه أن يضمنها اعتذارا للشعب التركي كافة وأن يطلب من الشعب التركي قبول اعتذاره عن الخطأ الدبلوماسي الفاضح الذي ارتكبه