ما بين قمة مصرية فلسطينية فى شرم الشيخ وزيارة وعودة مبعوث السلام الأمريكى إلى المنطقة وبينهما زيارة وفد مصرى واشنطن تجدد الحديث بقوة عن آفاق جديدة لعملية السلام بين الفلسطينيين والإسرائيليين، غير أن هذه الآفاق تصطدم بإصرار إسرائيلى على الاستيطان ورفض فلسطينى لتجاهل هذا الاستيطان. منذ وصول الرئيس الأمريكى باراك أوباما إلى السلطة قبل عام كامل ظلت جهود السلام فى الشرق الأوسط بين مد وجذر. وخلال الأيام الأخيرة دخلت جهود إحياء عملية السلام مرحلة مد جديدة يترقب الجميع نتيجتها. يقول نبيل أبوردينة الناطق الرسمى باسم الرئاسة الفلسطينية أن العالم العربى والسلطة الوطنية غير راضين عن عملية الجمود التى تشهدها عملية السلام فى الوقت الراهن، مشيرا إلى أن إزالة الغموض هو أحد أسباب زيارة الرئيس محمود عباس لمصر ولعدد من الدول الشقيقة والصديقة الأخرى. وأضاف إن الحديث عن السلام وبدء المفاوضات له متطلبات ترفضها اسرائيل وتتضمن ترسيم حدود الدولة الفلسطينية وضرورة وقف الاستيطان وبدء التفاوض من أجل إقامة دولة فلسطينية على حدود 4 يونيو 1967. وأشار إلى أن السلطة الفلسطينية بدات تتشاور مع الدول العربية لبلورة الأفكار لخلق وضع تستطيع فيه العودة للمفاوضات مع الجانب الأمريكى مع خلق جو لإجبار إسرائيل على العودة للمفاوضات، وهو مضمون اللقاءات والاتصالات، التى يقوم بها الرئيس الفلسطينى محمود عباس مع الدول العربية والدول الصديقة أن إسرائيل غير جاهزة وغير مستعدة للسلام ومستمرة فى الإحباطات والتبريرات وعدم الاعتراف بمرجعيات السلام وشدد أبوردينة على حتمية أن تكون القدسالشرقية عاصمة للدولة الفلسطينية تطبيقا للمرجعيات الدولية ومبادرة السلام العربية وأوضح أبوردينة أن بدون موافقة إسرائيل على ذلك تكون اللقاءات مجرد اجتماعات تهدف إلى تضيع الوقت وتعطى فرصة لإسرائيل من التهرب من استحقاقات السلام على أساس وقف الاستيطان، وبالتالى هى تريد مفاوضات من أجل التفاوض وليس إلى الوصول إلى نتائج. وأكد الناطق الرسمى باسم الرئاسة الفلسطينية أن السلطة الفلسطينية بالتعاون من مصر تسعى لبلورة بعض الأفكار للتمهيد لخلق وضع نستطيع فيه العودة للمفاوضات مع الجانب الأمريكى، تمهيدا لخلق جو يجبر إسرائيل على العودة للمفاوضات. وأوضح أنه حتى هذه اللحظة هذا التوجه وهذه الأفكار الفلسطينية العربية فى طور التكوين، ولا بد من اقناع الإدارة الأمريكية بها حتى يمكن بعدها الحديث أن كان ممكنا أن تقبل إسرائيل بهذه الخطوط لتحريك عملية السلام. وشدد أبوردينة على أن الموقف الفلسطينى، واضح وثابت من عملية السلام والمفاوضات التى يجب أن تبحث فى قضايا الحل النهائى الست وأنه بدون التزام إسرائيلى بمرجعيات عملية السلام، لا داعى للمفاوضات. وأضاف الجهود المنصبة حاليا هى فقط للتمهيد لعودة المفاوضات، حتى يمكن بإسناد عربى للموقف الفلسطينى الضغط على المجتمع الدولى لتحويل أقواله إلى أفعال، فى ضوء ما سمعناه من بيانات أوروبية وأمريكية مشجعة. وقال إن السلطة الفلسطينية ترفض أى عملية سلام منقوصة لا تتناول قضايا الحل النهائى وبدون الالتزام بذلك تكون الجهود المبذولة لعودة المفاوضات ليس لها طائل، ولكن إسرائيل تريد أن تدور المفاوضات فى حلقة مفرغة وتتهرب من استحقاقاتها وتحاول أن تكون غير معنية بهدف إضاعة الوقت، كما أنها تستفيد من الوضع الدولى. وقال إن أفق عملية السلام مسدود فى ظل استمرار حالة الجمود، وهذا أمر ليس خطير على القضية فقط وإنما على المنطقة بأسرها لأن المنطقة فى حالة غليان وإذا لم يتحمل المجتمع الدولى مسئولياته ستكون المرحلة المقبلة ساخنة. وقال أبوردينة إن السلطة الفلسطينية لن تتنازل عن الثوابت الفلسطينية بسبب الانقسام ولا ترضى بحدود مؤقتة ولن تتنازل عن قضايا اللاجئيين والقدس لأنه لا حل بدون القدس ولا يوجد فلسطينى أو عربى يستطيع أن يستثنى القدس من أى تفاوض، وبالتالى أى حل بدون القدس لن يجد النور ولن نسمح لأحد أن ينتقص من الثوابت الفلسطينية وهى ثوابت منظمة التحرير، وأشار إلى أن حماس ما زالت ترفض التوقيع على وثيقة المصالحة وتريد مفاوضات بلا نهاية. وقال إن التهدئة ضرورية لإعطاء غزة حرية الحياة ورفع الحصار، مؤكدا أن على حماس الانصياع إلى المصالحة والذهاب إلى الانتخابات لما فيه مصلحة القضية الفلسطينية.