قال العميد خالد عكاشة، مدير المركز المصري للفكر والدراسات الاستراتيجية، إن بيان وزارة الخارجية عبّر بشكل دقيق عن الموقف من الاتفاق السياسي الموقع ما بين رئيس مجلس السيادة الانتقالي السوداني الفريق أول عبد الفتاح البرهان ورئيس الوزراء عبد الله حمدوك. وأضاف عكاشة، خلال مداخلة هاتفية لبرنامج «كلمة أخيرة»، الذي تقدمه الإعلامية لميس الحديدي عبر فضائية «ON»، مساء الأحد، أن الخارجية رحبت بانحياز الأطراف كلها لتغليب المصالح الوطنية وعودتها لاستكمال المرحلة الانتقالية بشكل منضبط ودستوري، وخلق مساحة أكبر من التوافق الذي يحقق طموح الشعب السوداني في مستقبل مستقر وعملية سياسية تشهد أكبر مساحة تشارك ممكنة لجميع المكونات السودانية. وأشار إلى أن النظرة بأن مصر كانت على الحياد منذ بداية الأزمة السودانية في 25 أكتوبر الماضي، نظرة قاصرة وغير مدركة لعمق العلاقات بين مصر والسودان، مؤكدًا أن مصر في حيادها الإيجابي كانت على مسافة واحدة من كل الأطراف السودانية وتدعمها كلها طالما مرجعيتها وطنية. وأوضح مدير المركز المصري للفكر، أن «مصر كانت مدركة أن المراحل الانتقالية تمر بمثل هذا النوع من المطبات السياسية واختلاف وجهات النظر في إدارة فترة استثنائية من عمر السودان»، قائلًا إن «المراهنة المصرية أثبتت صدق رؤيتها منذ اللحظة الأولى». ولفت إلى أن «المرحلة الانتقالية تتسم بتفاصيل كلاسيكية ومعتادة تمر بها كل الدول وقد تواجه بعض العقبات»، موضحًا أن الدروس المستفادة مما حدث في السودان تتمثل في أن تكون الحكومة المقبلة تكنوقراط على نطاق أوسع، وتبتعد عن المحاصصة السياسية والتنافس على المناصب؛ من أجل بناء سياسي حقيقي لمستقبل مستدام لدولة مؤسسات حقيقية. ووقع رئيس مجلس السيادة الانتقالي السوداني الفريق أول عبد الفتاح البرهان ورئيس الوزراء عبد الله حمدوك، اليوم الأحد، اتفاقا سياسيا يتضمن إطلاق سراح جميع المعتقلين السياسيين ويعيد حمدوك لمنصبه. ونص الاتفاق الذي وقعه الطرفان في القصر الرئاسي بالخرطوم على العمل على بناء جيش موحد، وأن يكون مجلس السيادة هو المشرف على الفترة الانتقالية دون التدخل المباشرة في العمل التنفيذي، وإعادة هيكلة لجنة تفكيك نظام عمر البشير مع مراجعة أدائها. من جانبها، رحبت جمهورية مصر العربية بتوقيع الاتفاق السياسي بين الفريق أول ركن عبد الفتاح البرهان رئيس مجلس السيادة الانتقالي والدكتور عبد الله حمدوك رئيس مجلس الوزراء الانتقالي اليوم 21 نوفمبر 2021. وأشادت في هذا الإطار بالحكمة والمسئولية التي تحلت بها الأطراف السودانية في التوصل إلى توافق حول إنجاح الفترة الانتقالية بما يخدم مصالح السودان العليا.