خلال مؤتمر صحفي مشترك أمس، وجّهت رئيسة تنزانيا سامية حسن، التحية للرئيس عبدالفتاح السيسي، على إدخال تعليم اللغة السواحلية في بعض معاهد اللغات المصرية، وهو اتجاه يعبّر عن دفع العلاقات القوية. ما هي اللغة السواحلية، وما هي الشعوب المتحدثة بها، وما علاقتها باللغة العربية؟ في السطور التالية نرصد ذلك، حسب ما جاء في كتاب الطواف من البحر الأتيري، للمؤلف اليوناني المجهول. ما هي اللغة السواحلية؟ تُعرف باسم اللسان السواحلي، وهي خليط من مفردات لغات العربية والهندية والإنجليزية، وتنتشر على سواحل إفريقيا الشرقية، وهي لغة رسمية لدولتي، كينياوتنزانيا وأوغندا، كما تعد إحدى اللغات الوطنية في جمهورية الكونغو الديمقراطية، وهي اللغة الأم للشعب السواحيلي. والسواحلية لغة تواصل مشترك في منطقة البحيرات العظمى الإفريقية وأجزاء أخرى من شرق وجنوب شرقي إفريقيا، وتتضمن ورواندا وبوروندي وموزمبيق. وتتفاوت تقديرات العدد الكلي لمتحدثي السواحلية، فتتراوح من 50 إلى 100 مليون نسمة، كما أنها من اللغات المعتمدة من قبل الاتحاد الإفريقي، وتعدها مجموعة شرق إفريقيا لغة تواصل مشترك بصفةٍ رسمية. تدوين تاريخ الأفارقة تعد السواحلية هي اللغة الوحيدة من لغات البانتو في شرق إفريقيا التي تم تدوين تاريخ الأفارقة بها بيد كُتّاّب محليين قبل الاستعمار الغربي للقارة، لأنها كانت اللسان المُوحّد لإفريقيا الشرقية، وخلال القرنين السابع والثامن الميلادي كانت هي لغة الساحل الشرقي لإفريقيا لتواصل التجار العرب مع السكان المحليين. السواحلية والعقيدة الإسلامية لعبت اللغة السواحلية دورا قويا مع العقيدة الإسلامية في توجيه وتسهيل وتوسيع حركة التجارة في مجتمعات شرق إفريقيا، ولاحقا اعتمد عليها المستعمر الإنجليزي والبرتغالي والفرنسي لفهم الأمور بشرق أفريقيا. كما تم استخدامها في حركات التبشير المسيحي، فكانت النتيجة مزيدا من الانفتاح اللغوي ومرونة التداخل بين كل هذه العناصر المتصارعة، ثم أصبحت السواحلية تكتب وتقرأ بحروف لاتينية عند الأوروبيين، وبحروف عربية لدى العرب حتى منتصف القرن ال19. اللغة السواحلية والعربية تستمد اللغة السواحلية كثيرا من مفرداتها من اللغة العربية، وذلك نتيجة الاحتكاك مع السكان المتحدثين للعربية والتجار الهنود على سواحل جنوب شرقي إفريقيا، كما توجد فيها كلمات من البرتغالية تكتب بالحروف اللاتينية الآن، لكنها كانت تكتب بالحروف العربية من قبل. وكذلك كانت النصوص السواحلية المرسومة بالخط العربي تتشابه في طريقة كتابتها مع نصوص اللغة العربية، وبالتحديد نصوص القرآن الكريم، إذ أن بعض الكتاب كانوا يسعون إلى مقاربة الأسلوب العربي في التلفظ ببعض الكلمات، ومن أمثال ذلك قلب السين صادا وإبدال الكاف بالقاف. وتعود علاقة اللغة السواحلية بالعربية إلى علاقة العمانيين في شرق إفريقيا وعلى الأخص منطقة زنجبار وتنزانيا، حيث وقعتا تحت السيادة المباشرة لسلطنة عُمان منذ عهد اليعاربة أواسط القرن السابع عشر. وتتشابه بعض الكلمات بين اللغتين، مثل كلمة سَماكي بمعني سمك، سُكاري بمعني سكر، كِتابو بمعني كتاب، سيتا بمعني ستة، ألفو بمعني 1000. اللغة السواحلية والاستعمار البريطاني اهتم الاستعمار البريطاني باللغة السواحلية، واستخدمها في التعليم، لذا سرعان ما تحولت هذه اللغة إلى عامل وحدة بين سكان شرق إفريقيا، لكن السكان لم يستطيعوا الاستمرار في كتابة السواحلية بحروف عربية نتيجة للجهود التي بذلها الاستعمار في استخدام الحروف اللاتينية في كتابتها. أول روايات السواحلية في عام 1934 ألف جيمس فيوتيلا، أول رواية حديثة باللغة السواحلية وعنوانها الحرية للعبيد، وهي رواية تاريخية، وفي سنة 1960 كتب محمد صلاح عبد الله، الزنجباري أول مجموعة قصصية تحمل اسم «كوروا ودوتو». كما كتب محمد سعيد عبد الله، أول رواية بوليسية بالسواحلية باسم «مزيمو وواتو وكالة»، وكانت أول جريدة باللغة السواحلية وبالحروف اللاتينية هي "Herbaria wa mwazi".